زيد الحسن
شماعة الاعذار هي الفطمة الاولى التي يتناولها الانسان منذ الصغر ليبرر فيها تقصيره ، وتكبر معه لتتحمل ان يعلق عليها اخطائه وحماقاته وحتى تقصيره في العمل .
الحكومات و مؤسساتها وبكل مفاصلها من موظفين بمختلف الدرجات الى الآت عليهم واجبات ويتحملون مسؤولية ما ، وتشمل هذه المسؤولية المواطن ايضا ، ولو تفحصنا جيداً لوجدنا ان الجميع مقصر في تحمل مسؤلياته الملقاة على عاتقه ، حتى تلك الآلة لم تكن على المستوى المطلوب في اداء عملها .
قد يرى البعض ان مفهوم المسؤولية سهل وبسيط ولا يحتاج الى الشرح والتشعب فيه او حتى الكلام عنه اصلا ، والحقيقة ان هذا المفهوم هو حجر الاساس لبناء أي حضارة او حتى لتسهيل سبل العيش السليم والطبيعي الذي يخلو من الكبوات .
يقول الفيلسوف كونفوشيوس ؛ فليقم الامير بدوره كأمير والتابع بدوره كتابع ، وليقم الأب بدوره كأب والابن كأبن ، وهنالك مقولة اخرى تقول ( مايجب أخذه على محمل الجد هو مسؤوليتنا وليس انفسنا ) .
المعروف ان درب النجاح يكمن في قدرة الانسان على تحمل مسؤولياته والتميز بتنفيذها والابداع فيها .
من المسؤول عن توزيع المسؤوليات الحكومة ام الشعب ، ام انها فطرة ونظام عيش قائم بحد ذاته ؟
اذا كان توزيع المسؤوليات واجب من واجبات الدولة وتشريعاتها فاننا لم نسمع يوماً مسؤول حكومي يشير لهذه المسؤوليات ! واذا كان الامر قائم بحد ذاته ولم يلتفت اليه احد فنحن لانطلب التقدم والنجاح ، لان المسؤوليات بحاجة الى التجدد والتشعب اكثر واكثر يوما بعد يوم ، وان بقيت المسؤوليات راكدة وجامدة ولم يمسسها الضمير فان العمل ينتكس ونعود بانفسنا الى العصور الوسطى .
لنأخذ مثالاً بسيطا وسهلاً للغاية ؛ أيها الموظف لم البطئ في أكمال هذه الاوراق التي بين يديك وانت تعمل بنظام الكتروني يفترض ان يكون بمستوى عالِ من السرعة ؟
يجيب الموظف ؛ ياسيدي ان هذه الآلة ذات منشأ رديئ لا تلبي الاحتياجات والسرعة المطلوبة في العمل ، بثوانِ قليلة تنصل من المسؤولية ورماها على عاتق الآلة ، اذن ياسيدي الموظف الخلل في تنفيذ المسؤولية لايقع على عاتقك او حتى عاتق المسؤول عنك ؟ طبعا سيدي لو كانت لدي آلة ذات منشأ جيد ومواصفات اعلى لكنت انجزت عملي في نصف ساعات العمل ،
اذن اصبح الخلل يقع على عاتق من استورد هذه الآلة ووضعها في موضع لاتليق به ولا تحقق الغاية المنشودة في تنفيذ المسؤولية ، ورميت كرة التقصير في شباك مسؤول اخر وموظف اخر دون قصد ، اما انا فما زلت احمل هذا الموظف المسؤولية انه وافق على العمل على هذه الآلة ، ولم يعترض ولم يصرخ عالياً انها تهدر وقته وتجحف حقه وتحبط من عزيمته نحوا النجاح .
هذا كان مثالاً مبسطاً عن رمينا اهمالنا وتقصيرنا على الغير ، والحقيقة ان الجميع مقصر في اداء عمله ، فما زلنا يوماً بعد يوم نرتكب الاخطاء ونعود لنفس النتائج ونكذب على انفسنا بأننا صناع مجد وحضارة .
https://telegram.me/buratha