قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
تشترك معظم القوى السياسية العراقية؛ بمزية غياب الرؤية السياسية الوطنية لديها، وإفتقارها الى التصميم والعزم، والقدرة على التعامل مع التحديات، والأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية من منظور وطني.
هذا ليس حكما جزافيا؛ أملته إعتبارات اللحظة الراهنة وتداعياتها، بقدر ما هو محصلة طبيعية لأداء تلك القوى، طيلة السنوات الخمسة عشر المنصرمة؛ التي أعقبت زوال نظام صدام..
خلال السنوات التي مضت من عمر التغيير العراقي الكبير، نواجه اليوم تحديًا جديدا، يحاول تدمير ما نحاول بناءه، يتمثل بظاهرة التغول السياسي على سائر العراقيين.
تعمل أطراف عدة على محور تدميرنا، وكلٌ له دوره، ولم يعد سرا أن جهات دولية وعربية وإقليمية؛ حولت بلادنا الى ساحة إحتراب بأدوات عراقية، وتشارك تلك الجهات في مخطط غير متفق عليه، لكن نتيجته أن الكل يعمل على خط التآمر؛ على وحدتنا واستقرارنا وثرواتنا.
لقد أشترك بعض الساسة، في لعبة التدمير بطريقة فجة فاضحة، ففيما ثالوث التحدي السياسي والفساد والإرهاب؛ يضرب بلا هوادة، يدخل هؤلاء الساسة في هذه اللعبة، من بوابة تعطيل إكمال تشكيل الحكومة، وهم يعلمون أن كل دقيقة تمضي؛ دون أن يتم أكمال الكابينة الحكومية، يعني ضياع مزيد من فرص الإصلاح؛ الذي يمثل أملا وطنيا عاما، وليس عنوانا لجماعة سياسية بعينها فقط.
معنى هذا أننا إزاء مشكلة خطيرة جدا، تتمثل بإن عنصرا مهما؛ من عناصر بناء مستقبلنا، يعاني من خلل يصعب تداركه، فغياب الرؤية السياسية الوطنية، لا يمكن تعويضه بدروس يتلقاها السياسي، أو من خلال تمرينه وتدريبه؛ بمعاهد وورش التدريب الأمريكية والغربية، التي غزت ساحتنا السياسية، كما لا يمكن صناعته على شكل حزمة من المغريات، تقدمها الدولة لهذا الطرف أو ذك، بغية إستمالته الى الصف الوطني..
كل هذا لا يصنع ساسة يمتلكون رؤية وطنية سليمة، ما لم يكونوا هم أنفسهم وطنيون، يسري الوطن كقضية في عروقهم..ساسة بمثل هذه المواصفة قليلون جدا، والمتوفر منهم مكبل بقيود العملية السياسية، التي صممها غيرنا كي يخدم أهدافه..!
هذا خلل يكاد يكون كارثة، علينا البحث عن وسائل ذاتية لتداركه، ويتعين أن لا يكون من بين هذه الوسائل الصمت عنه..!
إن هذا الشأن الذي نحن بصدده؛ مؤشر على أن هؤلاء؛ لا يعنيهم ما نتعرض له من تدمير ممنهج، بقدر ما تعنيهم الإستفادة من هذا الدمار؛ لصالح بناء ذواتهم، وهم بالحقيقة يتصرفون تصرف محاربي العصور الغابرة، الذين يسارعون الى سلب ملابس ضحاياهم، والإفتخار بما سلبوه، ويعدون ذلك دليلا على شجاعتهم ورجولتهم...
كلام قبل السلام: لا أعرف لِمَ تذكرت لقطة من شريط سينمائي، عن قيام محاربي الهنود الحمر، بسلخ فروة رؤوس أعدائهم؛ الذين يتمكنون من قتلهم..!
سلام..
https://telegram.me/buratha