قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
مثلما أنتم تعيشون المشهد بكل تفاصيله وتداعياته؛ فإن العراق يشهد حالة تراجع سياسي مريع، لاسيما في ظل وضعية الهشاشة التي تمضي عليها العملية السياسية، وما يرتبط بها من أستحقاقات حكومية،ترتبط بها أستحقاقات شعبية في مجالات الأمن والخدمات.
في هذه الأجواء المأزومة يبدو أن الساسة، ليسوا في وارد البحث عن محاولة إيجاد حلول للمشكلات، وكيف لهم أن يحلوها وقد صنعتها اياديهم! فضلا عن أن منهم؛ من لا يجد نفسه إلا في المشكلات، فبإنتهائها تنتفي ضرورات وجوده وكينونته؛ بل وتصبح صيرورته سياسيا في مربع الماضي، ماضي ما قبل 2003!
مثلما أنتم تعيشوها أيضا؛ فإن الوضعية السياسية يمكن وصفها بالملتبسة، إذ إننا نعيش ترددا صاعقا عند اتخاذ القرارات، وترهلا مريعا عند تنفيذها..
في القضايا التي تخص المصلحة العليا للوطن؛ فإنه لا ينبغي أن يكون ثمة خطأ على الإطلاق، وإذا وجد ينبغي أن لا يكون عن قصد أو بسبب الإهمال، ويتعين تداركه على عجل؛ من قبل الطبقة السياسية المتصدية، إنما يقبل الخطأ فقط من ذوي النوايا الحسنة، الذين يتعين عليهم أن يحولوا أخطائهم الى مثابات للنجاح!
أنتم سادتي ترون أيضا، ازدواجية التعامل مع رعاة الإرهاب وأساطينه، وتشهدون في كل لحظة إزدواجية التصرف، من جهاد إنفاذ القانون العام، وهي إزدواجية ممجوجة يقابلها شعبنا دوما؛ بالأستهجان وإزدراء من يتعاطى بها من المسؤولين السياسيين والحكوميين، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال ، وتحت أي تبرير،أن نقبل بأن تكون هناك سياسة تعتقل من يرتكب مخالفة سير، ولا يجري إعتقال قتلة أو فاسدين أو مروجي مخدرات، أو اذا جرى إعتقال عدد منهم، ينبري رعاتهم من الساسة المشاركين في العملية السياسي،ة للدفاع عنهم مطالبين بإخراجهم من المعتقل؛ وإلا تقوم القيامة!
إزدواجية الموقف تعيشونها هذه الأيام، فبالوقت الذي يصرح بعض المنخرطين بحقل السياسة، برفضهم الشديد هنا في بغداد؛ ما يصفونه بالمحاصصة البغيضة، يذهبون الى بصرة الآلام والعوز والسموم والعطش والبطالة، بحثا عن محاصصة لا يرونها بغيضة هناك!
إن أمثال هؤلاء الساسة؛ عوامل هدم لمستقبل العراق، وهم بالحقيقة أشد فتكا من القتلة، لأن القتلة عنوان معروف، بأنهم ذئاب تريد أن تنهش العراقيين! أما الساسة رعاة المحاصصة اللابغيضة! فهم بالحقيقة أشد فتكا من الذئاب، لأن لكم أن تتخيلوا ما يكون من يرعى الذئب، إذ لابد أن يكون أبا له على أقل تقدير...!
كلام قبل السلام: أكثر الأصوات ضجيجا بالحق؛ أقلها إستماعا له..!
سلام..
https://telegram.me/buratha