علي الطويل
في حركة لافتة من الحكومة الاسرائيلية وقادتها الكبار وهم يتحركون نحو الحدود اللبنانية الاسرائيلية ليستعرضوا قوتهم ويبرزوا عضلاتهم ليحققوا نصرا مزعوما على حزب الله باكتشافهم انفاقا دمروها كما زعموا، وبذلك يريدون ايصال رسالة الى داخلهم المتزلزل بانهم مازالوا يمتلكون المبادرة العسكرية والقوة المتفوقة وما على الاخرين الا الاذعان والقبول بالهزيمة.
الغريب في هذه الحركة انها لم تؤد جزء يسير من اهدافها لا الخارجية الموجهة الى حزب الله اولا ومن يقف معه، ولا الداخلية فالاسرائيلين قد تزعزعت ثقتهم بقادتهم منذ وقت طويل وباتوا ينتظرون خطابات زعيم حزب الله ليستمعوا اليه ليعرفوا حقيقة مايجري ليس حبا به بل لان الرجل باعتقادهم صادق في كل مايقول هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فانه يفعل ما يقول.
هذا يعني ان السكوت الذي ابداه حزب الله بحركة مقصودة تجاه استعراض الاسرائيلين على الحدود ادى رسالة مضادة لهذه الحركة فيها رسائل للداخل الاسرائيلي ان ماجرى هو لايستحق الرد وان الانفاق المزعومة ماهي الا وهم في اذهان قادة اسرائيل لانهم لايعرفون كيف تحصل حماس على سلاحها فيريدون ان يقولوا ان استخباراتهم اكتشفت من اين تورد هذه الاسلحة .
اما الرسالة الاخرى التي بعثها حزب الله بهذا الصمت هو ادامة الرعب لدى المسؤولين الاسرائيليين قبل المواطنين لذلك راحت تحليلات المحللين في اوساطهم الاعلامية تتخبط في تحليل هذا السكوت وماذا يخفي حزب الله وراء ذلك.
الحقيقة التي لاتخفى على احد ان حزب الله الذي الحق اول هزيمة كبرى بجيش الكيان الاسرائيلي في عام 2005 قد غير المعادلة وسلب المبادرة من ايديهم واصبح مصدر الرعب الحقيقي في خاصرة اسرائيل ليس فقط في القوة النارية ورد العدوان بل حتى في الحرب النفسية وعلى المواقع الاعلامية فقد وجه فتية حزب الله صفعات كبيرة للاسرائيليين اصبحوا جرائها فزعين مما يبثه هؤلاء الفتية من صور ولقطات من داخل العمق الاسرائيلي لمواقع عسكرية ومقرات حكومية مصحوبة بترجمة عبرية جعلتها ملحمة اعلامية قل نظريرها في طول تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي لعدة عقود مضت حيث اوصلت الاسرائيلين الى الفزع الحقيقي فتفوقت على الماكنة الدعائية الاسرائيلية وهزمتها في وقائع متعددة .
اصبحت تهديدات الاسرائيليين بضرب لبنان تثير الضحك لدى الكثير من اللبنانيين لهزالة مادتها ومنطقها واصبحت كذلك موضع سخرية المقاتل في حزب الله الذي امتلك المبادرة والخبرة والقوة المعنوية في هذه المواجة .وامتلاك حزب الله للصواريخ الدقيقة وذات القوة التدميرية العالية جعل الاسرائيلين يفكرون الف مرة قبل ان يقدموا على عدوان اخر يعرفون نتائجه مسبقا وماحصل في غزة مؤخرا عندما اوقفوا الحرب بعد ايام من بدئها وكانوا ارادوها تدميرية، فما ان استخدمت عدة صواريخ من جانب حماس حتى توقفت واحدثت نزاعات بين زعامات هذا الكيان وكل يلقي باللائمة على الاخر.
فهل سنشهد صراعا مختلفا عما لمسناه في سنوات طويلة مضت عماده انتصار ارادة الايمان والصبر على مصدر العدوان والتوسع ؟
https://telegram.me/buratha