محمد كاظم خضير
لا زالت الاتصالات تدور في حلقة مفرغة على مسار استكمال تشكيل الكابينة الوزراية لا بل تنامت وتيرة الخلافات السياسية على خلفية الفوضى في داخل البرلمان التي أطلقها البعض تجاه استكمال تشكيل الكابينة الوزراية والتي أدت إلى حالة استياء وغضب نظراً للمس بالكرامات والتعدي على مقام رئاسة البرلمان، ما يطرح تساؤلات حول عودة العراق منصة وساحة من خلال الإملاءات التي تفرضها بعض الدول الإقليمية على حلفائهم في العراق لتوتير الأجواء السياسية والأمنية، وخصوصاً بعد احداث البرلمان التي أكدت وجود «ريموت كونترول» اقليمي تعمل به قوى الامر الواقع لفرض المقايضة بين تطبيق ما تريد من المناصب، او الاطاحة بالسلم الاهلي، وهي معادلة مطروحة من تحالف سائرون
أما في آخر الاتصالات التي جرت بغية الإفراج عن إستكمال التشكيلة الحكومية ، فإن المعلومات من مصادر سياسية مواكبة لمسار الاتصالات الجارية تؤكد بأن اجتماع عادل عبد المهدي و برهم صالح ومحمد الحلبوسي ، إنما جاءت لعرض الصيغة التي تم تداولها في الآونة الأخيرة والتي باتت معروفة ولكن ليس هناك من أي تقدم خصوصاً بعد التصعيد الأخير من بعض نواب تحالف سائرون.
وفي سياق متصل علم أن ما دفع الاتصالات والمشاورات وبقاء الأمور مكانها، فذلك نتيجة عوامل داخلية وإقليمية ودولية فهناك انتظار لما ستسفر عنه بعض الاتصالات على الصعيدين الإقليمي والدولي وما يمكن أن ينتج عنها وانعكاس ذلك على الداخل العراقي الذي يتأثر إلى حد كبير بهذه الأحداث خصوصاً بعد عودة العقوبات على ايران ، فكل ذلك من شأنه أن يُبقي الأمور في دائرة الترقب والانتظار وتغيير المعادلات وذلك يصيب مسار استكمال تشكيل الكابينة الحكومية في إطار هذا الانقسام السياسي الداخلي، وحيث تشير أكثر من مرجعية سياسية متابعة إلى أن ما جرى مؤخراً من حملات غير مسبوقة على عادل عبد المهدي فذلك إنما هو أمر عمليات من الخارج .
من هذا المنطلق وحيال هذه الأوضاع فإن الاتصالات ستتواصل وتستمر إنما المعلومات المتداولة لا تنبئ بحصول أي تقدم في هذه المرحلة أو أن استكمال الحكومة قبل نهاية السنة صعبة لأن المسألة أضحت صعبة ومعقدة وعقدة فالح فياض ما هي إلا منطلق لبعض اللاعبين الإقليميين لفرملة استكمال تشكيل الحكومة والمناورات السياسية من خلال استعمال الورقة العراقية كأداة ضغط على واشنطن بعد العقوبات الأميركية الأخيرة على إيران ، ولهذه الغاية لوحظ حجم التصعيد السياسي من قبل سائرون والمؤشرات الراهنة تؤكد بأن هذا التصعيد لن يتوقف حيث المجتمع الدولي يعطي الأولوية لملفات إقليمية أخرى ما يعني أن العراق وفي هذه المرحلة لا يعتبر على جدول أعمال عواصم القرار، ومن ثم هذا التأخير في استكمال التشكيل الحكومي سيبقى قائماً مع صعوبة إيجاد المخارج للوصول إلى النتائج المطلوبة.
وأخيراً يتوقع أن يبقى التشاور قائماً على خط بعبدا – سائرون وأيضاً مساعي عادل عبد المهدي لن تتوقف بدعم من رئيسي الجمهورية والمجلس النواب، إنما بات جلياً أن التدخل الدولي لا سيما من ايران و اشنطن من شأنهما المساعدة والمساهمة في الضغط على الدول المفرملة لمسألة استكمال التأليف ودفعهما إلى ممارسة أيضاً ضغطهما على حلفائهم في العراق للمساعدة ولكن حتى الآن ليس ما يوحي بأن الولايات المتحدة الأميركية أو إيران في وارد السير بهذه المهمة أمام التفرغ من قبل إدارتهما في ملفات أخرى ذات أهمية وعلى هذا الأساس يبقى العراق ينتظر ويترقب وسط أجواء ومخاوف بأن يكون هذا الوقت محطة لتسخين أمني بعد ما جرى في الآونة الأخيرة..
https://telegram.me/buratha