زيد الحسن
نيلسون مانديلا مناضل و مكافح خلده التاريخ ولم ينكر له الفضل في نضاله و تدوين اروع الصور البطولية له ، له من الاقوال المأثورة الكثير الكثير ، خلال محاكمته عام 1964 قال لقد حاربت ضد الهيمنة و اثمن قيمة وجود مجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه الجميع في تناغم و في ظل ( فرص متساوية ) أنها قيمة اتمنى ان اعيش من اجلها وان اقوم بتحقيقها .
بعد ان سقط تمثال الطاغية في بغداد وهو ليس بسر او رواية تم سردها على اسماعنا بل نحن لها معاصرون و مراقبون ، و نعرف كل خبايا و اسرار و اسباب سقوط النظام في العراق ،بعد هذا السقوط برزت علينا مكونات تدعي المظلومية و مكونات اخرى تدعي البطولة في اسقاط النظام ، و برز اشخاص و اعتلوا المنابر ليعلنوا بانهم اصحاب الفضل في تغيير الحكم ، و الجميع يروي و يحكي قصصه البطولية و مأثره على اسماعنا ، وليت الامر وقف الى هذا الحد من التزييف و التدليس ، بل تعدى الى المطالبة بثمن هذا النضال وطلب استحقاق مادي يجب على الشعب العراقي تسديده لهم الى ابد الدهر .
اموال سائبة تسرق في وضح النهار تحت حماية قانون شرع لهم من اجل هذه السرقة ، قانون مجحف بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، اموال تعادل ميزانية بلد كامل تصرف لهم و كأنهم صناع مجد و محررين بلد ، ولم يكتفوا بهذه السرقة وحسب ، بل خرج علينا قادتهم في مؤتمر صحفي يشتم فيها الشعب و يصفه بالجبان الخانع وان من حقهم اخذ هذه الحقوق والامتيازات لانهم ابطال ، و كارثة الكوارث اننا نعلم من هم و كيف هربوا خارج الوطن و ماهي اسباب هروبهم ، وعلى مقولة المثل العراقي الشعبي ( دافنينة سوية ) .
اليوم نريد التسليم جدلاً انهم مناضلون و صانعوا مجد ، الا يكفي ما اخذتموه على مدار خمسة عشر سنة ؟ لقد ارهقتم كاهل البلد ، لقد جعلتمونا نكرهكم و ننظر لكم كسراق و كخونة لبلدكم ، متى تمتلئ جيوبكم ؟ متى نشعر أن المساوات هي ما تعملون من اجلها ؟ لم يسبقكم سابق في قبض ثمن لخيانة ، نعم حقيقة الامر انكم خنتم بلدكم و خنتم شعبكم و تركتموه يواجه المصير لوحده حين وليتم الادبار خوفاً من النظام او خوفا من املاق ، انتم مازلتم مصرين على انكم ابطال و الحقيقة عكس هذا ، البطل هو الذي قام بمقارعة النظام البطل هو من تعرض للتعذيب و السجون و القتل و التشريد ، وليس البطل من كان يرتع و يمرح في شوارع و مواخير الغرب و يلهو .
من اجل عراق واحد متماسك و من اجل ان تسود العدالة في المجتمع نطالب بالغاء كافة الامتيازات و للجميع و ان يتم توزيع الثروات بعدالة ، و بعيداً عن ذكر الحقبة المنصرمة من عمر العراق ، و لنبدأ من جديد ببناء عراق موحد تتساوى فيه الحقوق و الواجبات ، هذا لو كنا فعلا احراراً و نريد العز و الكرامة ، و من جاهد و ناضل فنضاله ليس له ثمن مادي و الا اصبح مرتزقة نكرة ، و انا الان اريد ان اسمعكَ هذا القول يا رفحاوي .
https://telegram.me/buratha