المقالات

ديمقراطية بلا جواز سفر..!

1677 2018-12-11

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

للجيوسياسيا، دورٌ مهمٌ في قراءة مجريات الساحة السياسية في واقعنا، لأن إمتدادات مصاديق الحق والباطل واحدة، واسبابها ذاتها، ولا يقصد منه المقارنة المصداقية، ولذلك نرى بعضهم يشرق ويغرب، في تفسيرات جوفاء ليس لها سند واقعي، ولا اسوة حقيقية صالحة.

الصراع على السلطة اليوم؛ هو ذاته الذي في صدر الاسلام، والذي جرَّ الى هذه الكوارث؛ التي يعيشها المسلمون حالياً، كما وان دور الخوارج في إبقاء معادلة البغي؛ بقيادة معاوية بارز جداً، فيغيروا بخروجهم عن إطار الامامة وجه الحكم الاسلامي، فتحول من النص الى الوراثة بين أبناء الطلقاء!

اليوم أيضاً مجريات الامور؛ تشير الى وجود هكذا مصاديق، فبعضهم يدعي اصالة النزاهة والصلاح ومسبحته 101 ، ولكن عمله شر من عمل الخوارج!

لابد من البصيرة؛ ومعرفة الجغرافية السياسية ومجريات التاريخ،  كي يقف المرء على ركن صلب وموثوق، إذ أن كل ما كان يجري في العـراق ؛منذ خمسة عشـر عاماً، لم يكن تداولاً واقعياً للسلطة، لأنه كان يدور في حلقة سياسية واحدة، بغض النظر عن إختلاف المصاديق أو تفاوتها.

الواقع الخطأ؛ ساهم كثيراً في خلق حالة من الإحباط، في أن تكـون الديمقـراطية حـلاً؛ لأزمة الحكم في العـراق، كما ساهم في نشـوء الـدولة العميقـة، التي أتى بها المكـوث الطـويل؛ لحزب الدعوة في السـلطة، سواء خطط لها أم لا.

يمكن عد ما يجـري الآن، بأنه التداول الواقعي الأول؛ للسلطة في العـراق الجديد، ولو بشكل نسبي مقبول، وهذه هي الإيجابية التأسيسية، التي تبدو مهمة في إصلاح النظام الديمقراطي العراقي لنفسه!

عراق السبعينيات كان امنية اماراتية، لكنه انهار في الثمانينيات وما بعدها، لماذا تنهار دولة ناجحة مثل عراق ذلك الزمن؟!

جواز السفر العراقي حاليا هو الأخير عالميا، لكن هل هذه سبة أو شتيمة؟! وهل كان الجواز العراقي أولا عالميا في وقت صدام؟! ونتذكر أن ليس من حق العراقي آنذاك، الحصول على جواز سفر، إلا بأتجاه مقبرة النجف..لكن بالجواز الاماراتي؛ يمكن الدخول الى 167 دولة، بالمقابل لا يمكن لحامل ذلك الجواز، ان يدخل مركزا انتخابيا واحدا، او يفكر بانشاء حزب سياسي، تتعارض افكاره مع توجهات السلطة القبلية الحاكمة.

نجاح مثل هذا يمكن ان يسقط باي لحظة، لانها بنيت على اسس غير صحيحة، نظام ديكتاتوري يعتمد المحسوبيات والانتقائية في كل شيء، هذا النظام سيتضخم ويكبر، وتزداد الشخصيات الفاعلة وتتصارع فيما بينها، حتى تنهار المنظومة كلها.

حتى بدون جواز سفر عراقي، يمكن لأي كان أن يقف على منتصف جسر الجمهورية، ويشتم جميع الساسة العراقيين، دون أن يحاسبه أحد، فهل يمكن لحامل الجواز الأماراتي، أن يقف وسط مجمع النخلة في دبي، ويشتم مقدم برنامج ذا فويس؟!

الديمقراطية هي النظام الوحيد، الذي يمكنه ان يسير بحركة ذاتية، دون الحاجة الى دفع من شخصية كاريزمية، او شيخ عشيرة تحول الى سلطان انيق.

امارات اليوم هي عراق السبعينيات، لا تنجح دولة بالمال فقط ،ولا بالتشويه الاعلامي لغيرها، الدولة الناجحة هي تلك التي تقام على اسس صحيحة، ممثلة لاركانها الثلاثة: الشعب والاقليم والسلطة السياسية.

كلام قبل السلام: في الحالة الاماراتية لا يوجد شيء اسمه الشعب، هناك اقليم وسلطة سياسية فقط!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك