المقالات

و يسيئون الظن..!

2168 2018-12-10

زيد الحسن

 

من الجميل و المفرح أن يخصص يوم للأحتفال بمناسبة و بمغنمة يحققها بلد ، ويكون لها ذكرى سنوية تعطل فيها البلاد ، و خصوصاً أذا كانت ذات شأن كبير أو نصر بعد كبوة ، ولا اجمل من نصر العراقيين على الدواعش الانذال ، و من حقنا استذكار هذا اليوم و هذا الفوز و الاحتفاء به و لكن !

أضع هنا كلمة و لكن لما انتجه هذا النصر و هذه الذكرى من دروس علينا الانتباه لها ، و بحث اسباب دخول داعش الى العراق و من السبب في وجودهم ؟ أن لم نحسب كل هذه الحسابات لا يحق لنا الفرح بهذا النصر و لا يصبح له طعم ، و لربما بعد بضعة سنين سيتم نسيانه و عدم تذكره .

وطأت اقدام اجدادنا و اجداد اجدادنا و آباؤنا هذه الارض وتحت جنح هذه السماء مذ قرون و مرت اجيال و انطوت اجيال بعد اجيال ، كانت تجمعنا حياة مشتركة التنابز و التناحر فيها ميت و لا وجود له ، حياة نعيشها رغم بساطتها بشغف للعيش و برغبة للحياة ، و نسكن المدن و الحارات نفسها دون تمييز لعرق او لون ، و مرت علينا العاديات الضاريات و المحن الجسام ، و لم تلوث طيبة و صفاء نفوسنا شائبة تذكر ، و لم نجد او نسمع بمن يأجج لفتنة طائفية او قومية او عرقية ذات يوم ، و كان الايمان بالله هو ما يجمعنا و أن حصل واشارت بوصلة ما عن فتنة في مكان ما ، كانت العقول تميتها في مهدها دون ذكرها كي لا يعلو لها شأن ، كنا نحترم الثوابت و نقيم لها الوزن ولم نسمح لأصحاب الاجندات بتنفيذ اجنداتهم الشريرة و كان يقام عليهم الحد في سواد الليل والناس نيام .

يعلم الله ربي ان اكثر ما اكرهه في الحياة هو الفتنة الطائفية و التي هي السبب الرئيسي في دمار العراق ، لكن علينا عدم نسيان ما حصل و خصوصاً هو حصل من قبل اشخاص و ليس من قبل مكونات .

ساحات الاعتصام هي اولى الحواضن و اكيد و بلا ادنى شك الحكومة هي السبب في وجودها و هي السبب في صنعها و تضخيمها ، لسنة كاملة و ساحات الاعتصام تستقطب كل عفن آفاك غدار لئيم ، و تهتف حناجرهم الملعونة المسمومة بهتاف طائفي ، لولا ستر الله لأحرق العراق برمته ، و الحكومة تمسد على خصلات بعض قادة تلك الاعتصامات ، تارة بمنحهم السلاح و الرشا ، و تارة بمنحهم الوعود والدولارات ، خلاصة القول ان السياسة معهم في وقتها كانت مدمرة لا علاقة لها بالعراق بقدر علاقتها ببقاء رأس الحكومة يجلس على كرسيه الحصين .

حصل و تم تثبيت هذا اليوم كنصر للعراق و العراقيين و بالاخص لشهداء العراق و النصر عنوانهم .

خرج علينا السيد عادل عبد المهدي بخطاب اثلج لنا الصدور ، لمسنا فيه الصدق ، و بين سطوره القوة ، و ملامح الخلاص و الاخلاص بين كلماته ، خطاب ليس ككل الخطابات ، خطاب كنا ننتظره و نبتهل الى الله عليه وعلى من يستطيع نطقه و تكفله ، نعم نحن بحاجة لقائد ذاكرته حية ، و لا يفكر بطي سجلات الفساد و المفسدين ، ولا يفرق بين قومية و اخرى ولا بين مذهب و أخر ، قائد يقول للشعب انا هنا و أنا على قدر المسؤولية و لا اخشى من ( يسيئون الظن )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك