قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
يبدو أن السيد عادل عبد المهدي ترك وحيدا في الميدان؛ بعد ان شعر قادة الكتل السياسية انهم تورطوا بتنصيبه، فالحقيقة أن عبد المهدي تم تكليفه بتشكيل حكومة، على قاعدة"باكَة لا تحلين، كرصة لا تثلمين ، وأكلي الىأن تشبعين!
حال السيد عبد المهدي يمكن أختصاره؛ بأنه لا يتوفر على جهة سياسية تدعمه، وهو لا يمتلك قناة فضائية تقف معه، ثم أن لا جوار او اقليم يسانده، والقوة الكبرى المتفردة بالعالم تنظر اليه بعين كليلة!
الحقيقة أنه لم يعد بالإمكان الصمت عما يجري، فلقد طحننا الجوع السياسي للمتنافسين، الذين حولوا التنافس الى صراع، ليس من أجلنا ولا بسببنا، بل على من سيكون أولا في إمتطاء ظهورنا.
في هذه الأجواء المشحونة توترا، بات من الصعب التحدث عن مبادئ سياسية أو قيم نبيلة سامية، وفي ظل هذا التوتر؛ فإن من يفترض بهم أن يضعوا الوطن كأولوية، في عملهم لا قبلها قبل ولا بعدها بعد، لا أن يسدروا في إرتكاب الأخطاء بحق الوطن وأبناءه، لأن مثل هذه أخطاء، لا يمكن أن تغفرها الأيام أبداً.
إن التوتر الدائم الذي نعيشه غب 2003 ولغاية اليوم، وبالتأكيد سنستمر تحت وطأته لقادم الأيام والسنين، صنعه قطع حبل الوطنية، بسيف التعصب للفئة والذات، الأمر الذي زاد من حمية المتصارعين، وقادهم إلى ارتكاب مزيد من الحماقات بلا مبالاة بنا وبمصائرنا، وهم يتحدثون عن السياسية، بكلمات تشم منها روائح النتانة، وهي تغادر أفواههم الخالية من الحشمة....
نحن بأغلبيتنا الصامتة، منشغلون بحمل أوزار أيامنا وما يجري فيها، حيث تكاد قوانا أن تخور، ونحن نقف على أقدام الخوف والحذر من المجهول، وحيث بين الحدث والحدث، تقف أمهات ثكلن وزوجات ترملن وأطفال تيتموا، وحيث لن تتوقف ألسنتهم عن الدعاء من صاحب العظمة والجبروت، في الاقتصاص ممن كان سبباً في قطف زهرات أعمار الأحبة ـ الابن والأخ والزوج والأب ـ قتلا بصرف حقوق الموت العشوائي، لتساوى أشلاءهم بالرصيف.
ولربما بل بالتأكيد أن على الساسة؛ الذين حولوا السياسة الى آلة موت طاحنة، أن يعوا بأن ظمأ الشعوب للحرية لا يروى بالدم، وأن جوعهم للتعبير عن المواطنة، لا تشبعه الأشلاء الممزقة، وأن الوطن بحاجة إلى عقول، وبصائر وأفكار نيرة، تبني ولا تهدم، تجمع ولا تفرق، تصلح ولا تزرع الخراب.
من السهل التبجح بالمبادئ عندما نكون متخمين!.كلام قبل السلام: عبد المهدي هذا السياسي المخضرم المفعم تجربة، يبدو اليوم وحيدا، وغالبية الاحزاب تنتظر سقوطه لتعاد السبحة؛ ويأتوا بوجوههم المستهلكة الفاشلة..الرجل بحاجة لدعم شعبي فطري ليس مسيس والا سيندم كثيرين..!
سلام..
https://telegram.me/buratha