زيد الحسن
الثورات الشعبية كافة التي قامت بها الشعوب المغلوبة على أمرها ، كانت محصلتها أنتفاضة للمؤسسة العسكرية ومسك دفة الثورات و النهوض بها ، و اصبحت هذا الثورات الشعبية دروساً و مناهج تدرس في مادة الاجتماعيات لبعض المراحل الدراسية ، وان كان البعض يرى ان المؤسسة العسكرية تسرق كفاح الشعب و نضاله ، و تقطف ثمار تلك الثورات ، فأن النتيجة واحدة و هي الخلاص من الظلم الواقع على ذاك الشعب .
كلما خرج الشعب العراقي فـي مظاهرات للمطالبة بحقوقه ، كان يعقد الامل على رؤية قائد من المؤسسة العسكرية ينفض غبار اليأس ، و يحقق ما تصبوا الية تلك الجماهير ، و لطالما كان سقف الأمنيات معقود بذاك القائد أو الضابط ذو التاريخ العريق في القتال .
الأن عرفنا السبب الرئيسي الذي من أجله قامت أمريكا بحل الجيش العراقي و تدمير المؤسسة العسكرية بالكامل!
وهو قتل أي حلم لثورة يقوم بها الشعب العراقي لرفض من جلبتهم لقيادة العراق ، او بتعبير ادق من جلبتهم لتنفيذ أجنداتها و اطماعها في العراق والمنطقة .
شبهات الفساد في المنظومة العسكرية موجودة اكيد و بلا أدنى شك ، لكن لا تقارن بحجم التضحيات التي تقدمها هذه المنظمة فلولاها لأصبح العراق في خبر كان ، المؤسسة العسكرية اليوم هي الوحيدة التي تقدم دماء و ارواح من اجل العراق ،و ان كان بعض قادتها مسيرون لهذا الحزب او ذاك فيبقى عملهم يحتم عليهم حماية ارض العراق من دنس الاعداء ، من هذا المنطلق يأتي حلم الشعب بقائد يركب و يعتلي الثورة الشعبية و يطيح بهرم الفساد و التسلط للاحزاب ،و يبدوا اليوم ان هذا الحلم و هذا التمني قد مات لدى
الشعب العراقي ، و هو يسمع أن خلف كل رئيس للوزراء جوقة عسكرية يأتي بها ليعزز مكانته ويحصن كرسيه ، ويحدث هذا تحت حكم استلام رئيس الحكومة لمنصب القائد العام للقوات المسلحة .
هنا تذكرت قصة قديمة من تراثنا الشعبي :-
يحكى أن رجل له بنتين قد تزوجتا ، واحدة فـي الشمال و الأخرى فـي الجنوب طلبت الأم من زوجها الذهاب لرؤية حال بناتها و بعد أن ذهب الأب الى أبنته التي تعيش في الجنوب وجدها تعيش فـي جفاف و خلو أرضها من الماء و المطر ، توجه الأب الى الأخرى التي في الشمال وجدها تعيش في غرق و فيضانات ، عاد الرجل و أخبر زوجته قائلاً يا أم البنات أن امطرت وأن لم تمطر عليكِ البكاء والعويل لبناتكِ .
هذا اليوم علينا البكاء أن تشكلت الحكومة وأن لم تتشكل فأن مؤسستنا العسكرية ستبقى تحت سلطة الاحزاب و لا أمل لنا فـي قائد عسكري يحقق حلم ثورتنا ، بل العكس صحيح قادتنا ستكبح أي ثورة او نضال لنا ، فهم مسيرون و قادة لاحزابهم وليس لعراقهم .
وأنا أوكد اليوم لمن كان غافلاً او رافضاً التصديق أن المراهنة على مؤسستنا العسكرية ضرب من الخيال، فلنغمض عيوننا و نمسح من ذاكرتنا الثورة التي قام بها الشعب المصري ، التي أنتجت الرئيس السيسي و نحقن أنفسنا بألف ( سيسي ) مخدر عساه يسعفنا في تحمل ما نمر به من وجع وخذلان في قادتنا الكرام .
https://telegram.me/buratha