المقالات

من سيرسم نهاية التأريخ ؟! 

2202 2018-12-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لا يكاد يمر يوم، وليس في ثناياه صراع، بل لا تكاد لحظة واحدة تمر، لا  تشهد حربا بين جماعات أو شعوب أو أمم، وتلك هي حتمية التاريخ وحتمية الصراع البشري!

البشرية في صراعات مستمرة، سواء بين أفراد أو جماعات، وتنتهي أغلب الصراعات بخسارة مؤكدة، لطرفي الصراع، إذ أن طبيعة الصراعات ومآلاتها، تشي بأن الغالب فيها خاسرا وإن أنتصر، وقلما تنتهي بإنتصار ناجز لأحد طرفي النزاع، لكن الصراعات مستمرة ما استمر وجود الإنسان، وكمحصلة فإن جميع الصراعات تنهي في مدة ما، طالت أم قصرت..

جرت أحداث المعركة الأولى بين كائنين بشريين، بين ولدي أبانا آدم عليه السلام، الشقيقان قابيل وهابيل، الذين ولدا من بطن واحد، هو بطن امنا حواء، ومنذ تلك المعركة التي إنجلى غبارها، عن مصرع أحدهما والى اليوم، والمعارك البشرية مستمرة.

حروب..حروب ..حروب؛ العرب تقاتلوا في الجاهلية، بسبب فوز فرس تدعى غبراء، على حصان يدعى داحس، فتقاتل فرعان من قبيلة غطفان، بحرب استمرت أربعين عاما، هما عبس وذبيان.

حرب البسوس؛ استمرت بدورها أربعـين عاما، وقعت بسبب ناقة لقبيلة بكر، قتلها رجل من تغلب!

في أوربا حصلت حروب طاحنة، أستمرت لمدة 116 عام، من سنة 1337 إلى سنة 1453، بين إنجلترا وفرنسا؛ سميت لاحقا بحرب المائة عام، كانت نزاعا بين سلالتين ملكيتين على العرش الفرنسي، فقد إدّعى الملوكُ الإنجليز، أحقيتهم بالعرشُ الفرنسي، وتخللت هذه الحرب الطويلة، فترات هدوء وليس سلام، لكنها أنتهت بطرد الإنجليزِ من فرنسا.

الحروب تبدأ وتنتهي بخسائر، خسارة وليس إنتصارا، لأن لا منتصر حقيقي في الحروب، فهي تبدأ وتنتهي، وتصبح في نهاية المطاف، أوراقا في سجل التاريخ.

ثمة حرب واحدة مازال أوار نارها مستعرا، تلك هي التي بدأت عام 60 هجرية، وما تزال تشتد يوما بعد يوم، برغم مضي 1380 عاما على نشوبها..

الصراع التأريخي المستمر بين نقيضين أبديين، والذي إبتدأ لحظة داست سنابك خيل أحد النقيضين، على صدر ابي عبد الله عليه السلام، إستمر لأن أحد طرفيه، تصور بغباء أنه أنتصر، لكن هذا الطرف الغبي، وفي تلك اللحظة بالضبط، كان قد رسم نهايته بيده المجرمة، التي حزت بسيفها رأس الحسين، وكانت أرض النواويس، اللوحة التي رسمت عليها، مداد دم الرأس المحزوز نهاية التأريخ!

كلام قبل السلام: بخلاف كل المعارك، فإن هذه المعركة لن تنتهي؛ بخسارة أحد طرفي الصراع! بل بإنتصار الرأس المحزوز، إنتصارا تاما ينهي الخصم، ويخرجه الى الأبد من دائرة الصراع، إذ قريبا سيُبسط العدل في الأرض، بعد أن مُلئت ظلما وجورا، وذلك هو الأنتصار التأريخي..

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك