المقالات

من سيرسم نهاية التأريخ ؟! 

2389 2018-12-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لا يكاد يمر يوم، وليس في ثناياه صراع، بل لا تكاد لحظة واحدة تمر، لا  تشهد حربا بين جماعات أو شعوب أو أمم، وتلك هي حتمية التاريخ وحتمية الصراع البشري!

البشرية في صراعات مستمرة، سواء بين أفراد أو جماعات، وتنتهي أغلب الصراعات بخسارة مؤكدة، لطرفي الصراع، إذ أن طبيعة الصراعات ومآلاتها، تشي بأن الغالب فيها خاسرا وإن أنتصر، وقلما تنتهي بإنتصار ناجز لأحد طرفي النزاع، لكن الصراعات مستمرة ما استمر وجود الإنسان، وكمحصلة فإن جميع الصراعات تنهي في مدة ما، طالت أم قصرت..

جرت أحداث المعركة الأولى بين كائنين بشريين، بين ولدي أبانا آدم عليه السلام، الشقيقان قابيل وهابيل، الذين ولدا من بطن واحد، هو بطن امنا حواء، ومنذ تلك المعركة التي إنجلى غبارها، عن مصرع أحدهما والى اليوم، والمعارك البشرية مستمرة.

حروب..حروب ..حروب؛ العرب تقاتلوا في الجاهلية، بسبب فوز فرس تدعى غبراء، على حصان يدعى داحس، فتقاتل فرعان من قبيلة غطفان، بحرب استمرت أربعين عاما، هما عبس وذبيان.

حرب البسوس؛ استمرت بدورها أربعـين عاما، وقعت بسبب ناقة لقبيلة بكر، قتلها رجل من تغلب!

في أوربا حصلت حروب طاحنة، أستمرت لمدة 116 عام، من سنة 1337 إلى سنة 1453، بين إنجلترا وفرنسا؛ سميت لاحقا بحرب المائة عام، كانت نزاعا بين سلالتين ملكيتين على العرش الفرنسي، فقد إدّعى الملوكُ الإنجليز، أحقيتهم بالعرشُ الفرنسي، وتخللت هذه الحرب الطويلة، فترات هدوء وليس سلام، لكنها أنتهت بطرد الإنجليزِ من فرنسا.

الحروب تبدأ وتنتهي بخسائر، خسارة وليس إنتصارا، لأن لا منتصر حقيقي في الحروب، فهي تبدأ وتنتهي، وتصبح في نهاية المطاف، أوراقا في سجل التاريخ.

ثمة حرب واحدة مازال أوار نارها مستعرا، تلك هي التي بدأت عام 60 هجرية، وما تزال تشتد يوما بعد يوم، برغم مضي 1380 عاما على نشوبها..

الصراع التأريخي المستمر بين نقيضين أبديين، والذي إبتدأ لحظة داست سنابك خيل أحد النقيضين، على صدر ابي عبد الله عليه السلام، إستمر لأن أحد طرفيه، تصور بغباء أنه أنتصر، لكن هذا الطرف الغبي، وفي تلك اللحظة بالضبط، كان قد رسم نهايته بيده المجرمة، التي حزت بسيفها رأس الحسين، وكانت أرض النواويس، اللوحة التي رسمت عليها، مداد دم الرأس المحزوز نهاية التأريخ!

كلام قبل السلام: بخلاف كل المعارك، فإن هذه المعركة لن تنتهي؛ بخسارة أحد طرفي الصراع! بل بإنتصار الرأس المحزوز، إنتصارا تاما ينهي الخصم، ويخرجه الى الأبد من دائرة الصراع، إذ قريبا سيُبسط العدل في الأرض، بعد أن مُلئت ظلما وجورا، وذلك هو الأنتصار التأريخي..

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك