المقالات

خلل بحجم الكارثة!

2504 2018-12-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لم يعد الحديث عن مشكلاتنا محفوفا بالمخاطر، فقد ألفنا الخطر وأدمناه، وحتى الموت، هذا الكائن السري الذي لا يأتي إلا مرة واحدة، يقطف فيها الثمرة التي حان قطافها، ألفناه وصار صديقا حميما..

بيد أن هذا الوصف لا يقدم حلا لما نحن فيه، كما أنه لا يسبر غور الحقيقة، الحقيقة التي يعرفها بسطائنا ويتغافل عنها ساستنا وقادة الغفلة الذين أعتلوا ظهورنا، في لحظة من لحظات الزمن الأغبر.

أسألوا إمرأة قروية؛ تخبز على تنور عن الذي يحدث؛ وستجيبكم فورا؛ إنهم يريدون قطع خبزتنا من هذه الدنيا..تريد أن تقول هذه القروية البسيطة إنها حرب فناء، حرب فناء تعني حرب وجود..إنهم يريدون إجتثاثنا من الحياة..

بقي أن نعرف من هؤلاء الذين يسعون لإجتثاثنا؟..لا تقولوا أنهم تنظيم القاعدة، ومن بعده تنظيم داعش وباقي مسميات التكفير الإسلامي، فهذه تنظيمات إجرامية كشفت عن نفسها بلا مواربة، ونشاطاتها الأرهابية تحت مرمى وبصر العالم أجمع، لكن الذين يريدون إجتثاثنا؛ هم من تصدوا لللعمل السياسي؛ بنية التسلط علينا والتحكم بمستقبلنا، وبما يخدمهم ويخدم مصالحهم؛ وليس بنية خدمتنا.

الواقع أن معظم القوى السياسية العراقية؛ تشترك بمزية غياب الرؤية السياسية الوطنية لديها، وإفتقارها الى التصميم والعزم؛ والقدرة على التعامل مع التحديات؛ والأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية من منظور وطني.

هذا ليس حكما جزافيا؛ أملته إعتبارات اللحظة الراهنة؛ وتداعيات ما يجري من تلاعب بمقدرات شعبنا، بقدر ما هو محصلة طبيعية، لأداء تلك القوى طيلة السنوات الستة عشر المنصرمة؛ التي أعقبت زوال نظام صدام.

ما حصل في قصة فشل إتمام التشكيلة الحكومية، يفضح الساسة ويكشف نواياهم وأهدافهم، ويشي بأننا إزاء مشكلة خطيرة جدا، تتمثل بإن عنصرا مهما من عناصر بناء مستقبلنا، يعاني من خلل يصعب تداركه.

غياب الرؤية السياسية الوطنية ،لا يمكن تعويضه بدروس يتلقاها السياسي، أو من خلال تمرينه وتدريبه، بمعاهد وورش التدريب الأمريكية والغربية، التي غزت ساحتنا السياسية، كما لا يمكن صناعته على شكل حزمة من المغريات ،تقدمها الدولة لهذا الطرف أو ذك، بغية إستمالته الى الصف الوطني.

كل هذا لا يصنع ساسة؛ يمتلكون رؤية وطنية سليمة، ما لم يكونوا هم أنفسهم وطنيين، يسري الوطن كقضية في عروقهم..

ساسة بمثل هذه المواصفة قليلين جدا، والمتوفر منهم مكبل بقيود العملية السياسية، التي صممها غيرنا كي يخدم أهدافه..!

كلام قبل السلام: هذا خلل يكاد يكون كارثة، علينا البحث عن وسائل ذاتية لتداركه، ويتعين أن لا يكون من بين هذه الوسائل؛ الصمت عنه..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك