المقالات

خلل بحجم الكارثة!

2768 2018-12-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لم يعد الحديث عن مشكلاتنا محفوفا بالمخاطر، فقد ألفنا الخطر وأدمناه، وحتى الموت، هذا الكائن السري الذي لا يأتي إلا مرة واحدة، يقطف فيها الثمرة التي حان قطافها، ألفناه وصار صديقا حميما..

بيد أن هذا الوصف لا يقدم حلا لما نحن فيه، كما أنه لا يسبر غور الحقيقة، الحقيقة التي يعرفها بسطائنا ويتغافل عنها ساستنا وقادة الغفلة الذين أعتلوا ظهورنا، في لحظة من لحظات الزمن الأغبر.

أسألوا إمرأة قروية؛ تخبز على تنور عن الذي يحدث؛ وستجيبكم فورا؛ إنهم يريدون قطع خبزتنا من هذه الدنيا..تريد أن تقول هذه القروية البسيطة إنها حرب فناء، حرب فناء تعني حرب وجود..إنهم يريدون إجتثاثنا من الحياة..

بقي أن نعرف من هؤلاء الذين يسعون لإجتثاثنا؟..لا تقولوا أنهم تنظيم القاعدة، ومن بعده تنظيم داعش وباقي مسميات التكفير الإسلامي، فهذه تنظيمات إجرامية كشفت عن نفسها بلا مواربة، ونشاطاتها الأرهابية تحت مرمى وبصر العالم أجمع، لكن الذين يريدون إجتثاثنا؛ هم من تصدوا لللعمل السياسي؛ بنية التسلط علينا والتحكم بمستقبلنا، وبما يخدمهم ويخدم مصالحهم؛ وليس بنية خدمتنا.

الواقع أن معظم القوى السياسية العراقية؛ تشترك بمزية غياب الرؤية السياسية الوطنية لديها، وإفتقارها الى التصميم والعزم؛ والقدرة على التعامل مع التحديات؛ والأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية من منظور وطني.

هذا ليس حكما جزافيا؛ أملته إعتبارات اللحظة الراهنة؛ وتداعيات ما يجري من تلاعب بمقدرات شعبنا، بقدر ما هو محصلة طبيعية، لأداء تلك القوى طيلة السنوات الستة عشر المنصرمة؛ التي أعقبت زوال نظام صدام.

ما حصل في قصة فشل إتمام التشكيلة الحكومية، يفضح الساسة ويكشف نواياهم وأهدافهم، ويشي بأننا إزاء مشكلة خطيرة جدا، تتمثل بإن عنصرا مهما من عناصر بناء مستقبلنا، يعاني من خلل يصعب تداركه.

غياب الرؤية السياسية الوطنية ،لا يمكن تعويضه بدروس يتلقاها السياسي، أو من خلال تمرينه وتدريبه، بمعاهد وورش التدريب الأمريكية والغربية، التي غزت ساحتنا السياسية، كما لا يمكن صناعته على شكل حزمة من المغريات ،تقدمها الدولة لهذا الطرف أو ذك، بغية إستمالته الى الصف الوطني.

كل هذا لا يصنع ساسة؛ يمتلكون رؤية وطنية سليمة، ما لم يكونوا هم أنفسهم وطنيين، يسري الوطن كقضية في عروقهم..

ساسة بمثل هذه المواصفة قليلين جدا، والمتوفر منهم مكبل بقيود العملية السياسية، التي صممها غيرنا كي يخدم أهدافه..!

كلام قبل السلام: هذا خلل يكاد يكون كارثة، علينا البحث عن وسائل ذاتية لتداركه، ويتعين أن لا يكون من بين هذه الوسائل؛ الصمت عنه..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك