قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
منذ إسقاطه في 2003 ؛ لم يتوقف البعث عن دأبه لإعادة المعادلة القديمة، في هيمنة فئة محددة، على مقدّرات العراق وطنا وشعبا، والتلاعب بمصيره السياسي والاجتماعي، ويتوقف إفشال هذه الدأب المحموم، على مدى وعي الشعب العراقي و صلابته ،و مواقفه الصارمة في رفض إعادة البعث العبثي.
لأن البعث لا يؤمن بمبدأ المشاركة أساسا، فأن رفض الشّعب حتى لفكرة فسح المجال، لهذا الحزب الإرهابي الإجرامي، بالعودة إلى الحياة السياسية، كحزب قانوني معترف به، تحت أي عنوان أو وسيلة، يعد أمرا حتميا لا يمكن القفز عليه بأي طريق، سيما وأن هناك أكثر من مخطط بعثي، لإفشال العملية الدّيمقراطية.
من بين أخبث تلك المخططات وأكثرها لؤما، ترويج حالة الفوضى والكراهية؛ والتنازع في البلد.
التاريخ يعيد نفسه اليوم..ففي ستينيات القرن الفائت، وصل البعث الدموي إلى السلطة، مستغلا حالة الفوضى وغياب القانون، التي سادت العراق، في أيام تكون الجمهورية الفتية، مستغلا ضغط المحيط العروبي، الذي أدى بالعراق؛ إلى انقسام طائفي وقومي.
الآن يحاول البعث؛ دفع جهات داخل العملية السياسية، تربطه بها علاقات تواشج، لا يمكن أنكارها أو التغافل عنها، لخلق موجة جديدة، من الصراعات الطائفية، والعرقية والقومية التفتيتية.
يزداد أمل البعث في الوصول مرة أخرى للحكم، كلما ضعف الحس الوطني العراقي، وأذا كنا قد شخصنا أسلوب البعث لتداول السلطة، عبر الآليات التي أشرنا لها، فالرأي العام العراقي، يريد لذلك العهد البائس المظلم أن لا يعود، وإذا لم يكن البعث قادرا على الاستيلاء على الحكم ،عبر علنية المشاركة في العملية السياسية، فقد ركبها من خلال الجهات المشاركة في العملية السياسية، التي لا حاجة لتسميتها؛ لأنها معروفة لجميع العراقيين، ساسة ومواطنين.
،في هذه المرحلة؛ فأن البعث الدموي يمكن له على الأقل، أن يضع العصي؛ لإرباك الوضع السياسي والاقتصادي، وعرقلة مسيرعجلة التطور..
البعث يشكل الخطر الأساس، والقاعدة وداعش وباقي التشكيلات الأرهابية، كلها صناعته التي أحترفها بأمتياز، والتي أعد لها منذ أمد طويل..
المشكلة الحالية التي يعاني منها الشعب، هي أن القادة السياسيين؛ أنكفأوا نحو ذواتهم، مغلبين الشخصي على الوطني، وهنا المعضلة، وهذا هو الفساد السياسي بعينه..
كلام قبل السلام: الحقد ستارة سوداء، تنسدل على التفكير العقلاني، فتنعدم الرؤية ويغفو الادراك، والسفن تنعم بالأمان في الموانيء، لكنها لم تصنع من أجل ذلك..!
سلام..
https://telegram.me/buratha