المقالات

أين كنا وأين أصبحنا؛ والى أين نسير..!

2078 2018-11-29

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ونحن في طريقنا الى أنتخابات مجالس المحافظات، نجد أنه ليس عيبا أو خطأ، أن نراجع تجربتنا الديمقراطية، بل لا بد أن نفعل ذلك، لنصل الى ديمقراطية تطوعية ليست باهضة التكاليف، كما هو واقع اليو/..!

المراجعة ضرورية بين حين وآخر، حتى لا يصبح الخطأ مركبا، وبالتالي يصعب إصلاحه أو معالجةنتائجه، وكلما رسخ الخطأ أقدامه على أرض الواقع، أكتسب شرعية البقاء من ديمومة تأثيره، وسيحتاج في نهاية المطاف؛ الى عملية جراحية معقدة بتكاليف باهضة، ربما تفوق طاقتنا، وبذلك نتخلى عن محاولة الأصلاح، ويتفاقم الخطأ ليتحول الى واقع معاش، يتعين علينا التعاطي معه والقبول به، كجزء من منظومة "الصحيح" وليس كـ"خطأ".

 كنت أكتب أفتالحية أحدى صحفنا اليومية واسعة الأنتشار، ويومها لم يكن من عادتي كتابتها، إلا بعد أن أستنفذ معظم يومي، وقلما دفعتها في وقت مبكر، والسبب ليس تقاعسا كما يعتقد زميلي مدير تحرير الصحيفة، ولا حشر هيئة التحرير فيعنق زجاجة الوقت، كما قال لي كذا مرة زميلي رئيس التحرير.

لقد كنت افعل ذلك لأني أمضي الوقت، الذي يقع قبل إتمام تصميم الجريدة وإرسالها الى الطبع، في متابعة الأخبار و"التأمل " في مغازي بعضها، أو إنعكاسات بعضها الأخر، أو خلفية البعض الثالث..

قبل أيام قرأت خبرا وقفت عنده متأملا، ووجدته يصلح مادة لعمودي هذا، بعد أن توقف إصدار الصحيفة التي كنت أكتب أفتتاحيتها، لأسباب لسنا في واردها الآن.

 الخبر يقول: أن أحد نواب مجلسنا النيابي العتيد، كشف عن وجود توجه، لتخفيض عدد اعضاء مجالس المحافظات بشكل كبير جداً. بل أن النائب نفسه، أشار الى أن هناك مطالب أخرى، بالغاء مجالس الاقضية والنواحي بالكامل!.(إنتهى الخبر).

بصرف النظر عن دوافع هذا التوجه، إذ أن بعض الدوافع تتعلق بتوجه مركزي، للحد من صلاحيات مجالس المحافظات، فيما يجد توجها آخرا، أن ثمة ترهلا كبيرا، في أعداد أعضاء مجالس المحافظات، وأن نسبة التمثيل 1: 100000 متدنية جدا، ويتعين أن تزيد الى مستويات أعلى، مثلا كل 250000 أو أقل أو أكثر، يمثلهم عضو واحد، لتكون النتيجة خفضا لأعداد الأعضاء.

لعمري إن هذا المقترح، جدير بالتأمل والوقوف عنده، فهو من جانب يعالج الإستنزاف المالي، الذي تشكله رواتب ومخصصات ونفقات، إدارة وتشغيل وخدمة وإمتيازات وتقاعد، هذا الكم الهائل من الأعضاء، وهو كما هو معروف إستنزاف فاق المعقول والمقبول، وجعل المواطنين يرون أن ديمقراطيتنا، تتميز بتكلفة مالية عالية، لاسيما وأن كثير من الأعضاء، ليسوا منتجين أو فاعلين على أقل تقدير.

من جانب آخر أجد هذا المقترح مفيدا، وسيُرشِد العملية الديمقراطية الى مستويات منطقية، تجعلها عملية خادمة لا مخدومة، قابلة للتفاعل وتحد من مستويات الخلافات والأستقطابات السياسية، فضلا عن أن هذا التوجه سيخفف الأعباء الأدارية، ويؤطرها بأطر معقولة، بدلا من التسيب الكبير الناتج عن ضخامة أعداد الأعضاء.

كلام قبل السلام: فيما يتعلق بمقترح إلغاء مجالس الأقضية والنواحي، فهو مقترح يحتاج الى إغناء وإعمال التفكير، والبحث عن بدائل مناسبة، لكن يجب أن يخلص الى نتيجة حاسمة، مؤداها أن العمل في هكذا نشاطات، يجب أن يكون عملا تطوعيا بلا رواتب أو إمتيازات، وعند ذاك سوف لن يتزاحم عليه المتزاحمون..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك