محمد كاظم خضير
ركبت في سيارة الباص النقل وإذا بحديث يناقش عن الوحدة الإسلامية فقال بعضهم أي وحدة والعرب يتقتلون فيما بينهم وإذا نحن نمر بسيطرة أمنية فسكت الجميع فتدخلت في النقاش فقلت ((ان حلم الوحدة الإسلامية حلماً قديماً جداً، إنه قديم بقدم الإنسان العربي، و عندما طرحه السيد علي الخامنئي يطرح هذا المشروع على صعيد تفعيل «الفكرة» لتحويلها إلى واقع على الأرض تعرض إلى حرب شرسة من قبل أعداء الأمة للعربية ، إضافة لعوامل أخرى داخلية لا تقل أهمية عن كل العوامل الخارجية، لعل من أبرزها تلكم القضايا المتعلقة بالجهل والأمية والتخلف والصراعات والنزاعات التي لم تهدأ في تاريخ هذه الأمة منذ نشوئها وحتى يومنا هذا.))
أسبوع الوحدة الإسلامية مسيرة حافلة من النجاحات والقليل من الإخفاقات للأسباب التي ذكرناها قبل قليل، وبين تعطش أحرار العالم لهذه الوحدة المنشودة وبين مؤامرات أعدائها، وجدت ملامح الوحدة الإسلامية عن طريقة هذا الاسبوع الوحدة الإسلامية الذي دعاء اليه السيد علي الخامنئي وجدت معها الكثير من الأحلام العربية.
بعد دقائق قليلة صاح أحدهم لسائق السيارة توقف توقف في الشارع القادم وبعده اكملت الحديث فقلت(( افظل الفرص التاريخية وأقواها على الإطلاق فيما يخص الوحدة الإسلامية هو التدافع الجماهيري للشعوب العربية بعد دعوة السيد علي الخامنئي ، والمحاولات الجادة لسيد علي الخامنئي في إحياء الوحدة الا عن طريق اسبوع الوحدة الاسلامية وعن طريق إجراء تجارب وحدوية بين بعض الأقطار العربية، فكان التجاوب الشعبي أكبر بكثير من التجاوب الرسمي للحكومات العربية آنذاك، وهي في طريق النجاح، فكانت حلم يتحقق على مسرح أحلام العرب من المحيط إلى الخليج.
صاح أحدهم أستاذ محمد اذا سمحت ممكن نتتحدث وقال:(( لا تبنى الوحدة الإسلامية بدون قيادة حكيمة ولاتستطيع القيادة الحكيمة أن تبني وحدة بدون تنظيم سياسي يقود حركتها والفكر اسبوع الوحدوي الاسلامية ليس فكراً عاجزاً لكن على صعيد الواقع ماذا فعلنا أين الخطوات الجريئة التي توصلنا الى ليس إلى أسبوع بل إلى الوحدة إسلامية تتمسك باستقلاليتها فمفكرو الغرب وعوا العالم العربي بشكل جيد ومنذ القرن الثامن عشر إلى يومنا هذا) .
واكملت الحديث وقلت اليوم يقوم العرب بإحياء التجربة الوحدة الإسلامية وبث الروح فيها من جديد لمواجهة كل التحديات التي تعصف بالواقع العربي في شكلها المخيف، بدأ أحرار العرب لايستسلمون في وجه الإرادة الأجنبية التي تسعى بكل جهدها لتقسيم الوطن العربي إلى دويلات ضعيفة ومفتتة،.».
، نجد اليوم غالبية القادة العرب يرضخون لمطالب الدول الأجنبية التي تروج لتفتيت الأوطان العربية لتتحول إلى «كانتونات» ورقية لا تخيف عدواً ولا تسر صديقاً، فجاء تقسيم السودان الضعيف كخطوة أولية لتقسيم بقية الدول العربية، وقبل مشروع التقسيم لا يجب أن ننسى مشروع التدمير، وهذا السيناريو هو الحاصل في يومنا هذا بالحرف الواحد!
على صعيد الواقع لا ندري حقيقة ما يمكن أن نفعله أو حتى ما يمكن أن نقوله فيما يخص إحياء أسبوع الوحدة الإسلامية من جديد، بمعنى هل مازال الأمل قائماً في تبني هذه الفكرة / المشروع؟ أم أن القطار قد فات من زمن طويل، وما علينا سوى انتظار نتيجة الانهيار الكبير؟
بين قمة التشاؤم ووعي التفاؤل . ومع كل هذا الألم مازال عند العرب بارقة أمل للوحدة الإسلامية ، ربما تولد من داخلنا لا من خارج الأقطار المسبية أو عبر الإدارات الغربية والصهيوينة.
https://telegram.me/buratha