المقالات

العراق بين إرادتين فأيهما ستنتصر؟

1499 2018-11-28

اثير الشرع

 

تُعاني منطقة "الشرق الأوسط" منذ أمد بعيد من أزماتٍ وحروب خطيرة أطاحت بالصالح والطالح؛ ويعلم أولي الألباب مصادر تمويل وتهويل تلك الأزمات والحروب، ومن جهز الوقود والشعلة لنشوب عدة حروب كارثية في الشرق الأوسط وماهي الأسباب الحقيقية التي جعلت من العراق مسرحاً دائمياً لحروب وأزمات لا ولد منها ولا تلد!

في مذكراته أوضح وزير الدفاع الأمريكي الأسبق " دونالد رامسفيلد": بعد ان خسرت الولايات المتحدة حليفها الأكبر في إيران محمد رضا بهلوي "الشاه" الذي اطاحت به الثورة الإيرانية عام 1979، أنهت دوره كشرطي في الخليج.

 هنا دخلت المنطقة بهرجٍ ومرج جراء إسقاط الشاه؛ ونعتقد بأن صدام حسين كان الخليفة للشاه لكن بدور يختلف تماماً عن دوره، حيث كانت حرب الثمانِ سنوات محرقة للشيعة قبل السنة ومسلسلٍ دامٍ كانت أحداثه مؤلمه، كذلك إحتلاله للكويت ليكون ذريعة لقدوم جيوشاً مازالت تسرح وتمرح في المنطقة، إلى أن إنتهى دوره لتبدأ حلقات جديدة تكمل مسلسل السيطرة على منابع النفط. يسترسل السير جون تشيلكوت  في تقريره الذي قدمه للحكومة البريطانية "كان الضباط السنة يجتاحون الفيالق، وكان أغلبية المجندين من الشيعة، وقد شنّ جيش صدام حرب إبادة لمدة عشر سنوات على المدنيين الأكراد. وقد تم قمع الشيعة بوحشية عندما ثاروا ضد صدام في عام 1991 ".

من خلال الأحداث والتقارير، نتوصل ببساطة أن الهدف الحقيقي للحروب والأزمات هم الشيعة؛ فالتأريخ يدل أن بعض جيران العراق يرفضون رفضاً قاطعاً على أن يتولى الشيعة ومن يوالي الإمام علي بن أبي طالب وأهل بيته (عليهم السلام) زمام الأمور فالتأريخ خير شاهد، ولا يخفى على أحد أن ميزانية ضخمة وضعت تحت متناول أيادي تنفذ المخططات التي تطيح بالحكم الشيعي، ومستعدة لتمويل أي مخطط يسحب البساط من تحت أقدام المسؤولين الشيعة الذين أفشلوا مخطط إقامة دولة إسلامية في العراق والشام.

يعتقد بعض ضباط التحالف الدولي بأن عليهم إعادة "جيش صدام".! و كانت النقاشات السياسية حول هذا المسار حاسمة،  فعندما نُشرت شائعات الإعادة، هدد الأكراد بقيادة مسعود البرزاني وحلفائهم ممن ساهموا في إسقاط صدام بالانفصال عن العراق، وإعترض بعض قادة الشيعة بأنهم لا يمكن أن يقبلوا بإعادة فرض الـ" الصدامية دون وجود صدام.".

إذن ومن خلال ما تقدم وتأخر، نستطيع القول بأن العراق يتعرض حالياً  لضغوط ومؤامرات خطيرة  قد تطيح بمجمل العملية السياسية؛ وقد تعيد عقارب الساعة إلى وراء؛  بسبب تشتت القوة الشيعية وعدم وجود تفاهمات وسياسات متناسقة، تفضي لإبقاء السلطة تحت سيطرة  الشيعة وحلفائهم مما أوقع العراق بين إرادتين، إرادة سعودية- أمريكية مشتركة وإرادة إيرانية ساعدت العراقيين على إفشال مؤامرات سقوطهم فأيهما ستنتصر..؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك