المقالات

كفوا عن تبديد أموالنا!...

1982 2018-11-28

كفوا عن تبديد أموالنا!...

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

هي مفارقة عجيبة أو مخزية تلك التي تحصل في سياستنا، وهي تشبه إلى حد بعيد مسرحية ماكبث لشكسبير بأبطالها التراجيديين !..فقد سبق أن مرر مجلس النواب، أمتياز يتعلق بمنح النواب بدل إيجار مسكن في بغداد، وبقيمة ثلاثة ملايين دينار شهريا، بما يعادل قرابة 12 تريليون دينار في السنة، أي 48 تريليون دينار لآربع سنوات!

شخصيا أحترم مجلس النواب وأعده خطي الدفاعي الأول، وهو صوتي لدى الدولة،واشعر بالأطمئنان الكبير، لأن لدي عدد جيد من السادة النواب أصدقاء مهمين، لكن الأحترام والعلاقة الشخصية شيء، ومثل هكذا قرار شيء آخر.

مع العرض ان معظم النواب يمتلكون مساكن لائقة، سواء في بغداد أو في محافظاتهم، وأن لا أحد منهم يسكن مدن الصفيح والعشوائيات، فإن مثل قصة تأجير مساكن للنواب في بغداد، وسعي النواب للحصول؛ على أمتيازات ومنافع مادية ليست مألوفة، تكررت كثيرا، ونتذكر أنهم  في 23 شباط  عام2012، أقروا شراء 350 سيارة مصفحة لأنفسهم، بقيمة 60 مليار دينار عراقي،  أي ما يعادل 50 مليون دولار.

تحول هذا التوجه الى ظاهرة متكررة، عنوانها تفضيل للنواب مصالحهم الخاصة، على مصالح الشعب الذي ائتمنهم على تلك المصالح، وهو ما يشي بأن هناك خلل كبير في منظومة تفكير النواب، وأن هذا الخلل يؤدي الى هدر للمال العام.

هذا الخلل أدى الى صدور آلاف الاحتجاجات، عن البسلاء ممثلي السلطة الرابعة، أو في وسائل التواصل الأجتماعي، وها هي مجددا حالة تعبوية نادرة تحصل، حيث أصطف فيها أبناء الشعب، متراصي الصفوف مدافعين عن حقهم، مستنكرين ما أقدم عليه النواب من قضم مقونن لثروة الشعب..

في عام 2012 في الواقعة التي أشرنا أليها، تواصلت الاحتجاجات بحضارية نادرة متصاعدة، إلى حد أجبر فيه مجلس النواب، على التراجع عن "تصفيح" نوابه و"تدريعهم"، على حساب الذين يواجهون مصيرهم متروكين في العراء.

تقدم "قصة" تراجع المجلس؛ عن شراء السيارات المصفحة لنوابه، ملخصا لما سيحدث في قابل الأيام، فمن المؤكد أن مجلس النواب؛ سيتراجع هذه المرة أيضا، وسيتخلى عن إستئجار مساكن فارهة لأعضاءه، بعدما قال الشعب بأن على مجلس النواب؛ السعي لتوفير مساكن لفقراء العراق ومعوزيه، قبل أن يفكروا في أنفسهم.

سيتعين على النواب مستقبلا، أن يحسبوا خطواتهم جيدا، وعليهم أن يزنوا قراراتهم، بميزان لا يجبرون فيه؛ على أعادة "الوزن" مرة تلو أخرى،لكن شعبنا لن ينساها لهم، وفي المرة القادمة، وعندما يرتكب أي مسؤول في الدولة، نائبا أو حكوميا أو أمنيا، خطأ ما بحق الشعب، سوف لن يكتفي الشعب بالتراجع أو الأعتذار، وسيتوجب على من يرتكب الخطأ، أن يواري سوأته بنفسه، كما واراها الغراب في قصة هابيل وقابيل.

الدرس الذي يتعين على مجلس النواب وسائر الساسة،  تعلمه من هذه "القصة"، هو أن شعبنا يعرف جيدا حقوقه، وهو أوعى بكثير منهم، وهو يمتلك آليات فاعلة لانتزاع حقه، يجهلها الساسة المعتدون.

 كلام قبل السلام: هذه الآليات هي التي ستبني ديمقراطية سليمة، لا يمكن من خلالها أو بواسطتها أو تحت عباءتها، لكائن من يكون أن يتلاعب بمقدرات العراقيين، أو حتى أن يلعب بذيله..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك