المقالات

أقزام لقيادة عملاق..!

1549 2018-11-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لا ريب أن وصف الدوامة؛ لما نحن فيه من مشكلات سياسية، منطبق تمام الأنطباق مع الواقع، والدوامة التي أشير اليها تولدت نتيجة سببين؛  الأول هو تجاهل الأستحقاقات السياسية والأنتخابية، في محاولة خبيثة لصناعة معادلة حكم جديدة، تقوم على أساس تقليل دور الأحزاب السياسية، والثاني نزوعنا نحو الإحتقان السياسي للوصول الى إستحقاقاتنا تلك..!

لكن السؤال الذي يتعين أن نبحث عن إجابة له هو:ما هي طبيعة العلاقة بين الاستحقاق السياسي، وأولوية أنهاء الإحتقان السياسي؟ والسؤال يشكل آخر: أي منهما له اولوية على الآخر؟ .

المفترض وفي ظل التسليم بالمبادئ الديموقراطية، التي ترسخها الممارسة الديمقراطية، فأن نتائج الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لانهاء الإحتقان، هذا في ظل الظروف العادية، ولكن في ظروف إنتقالية مثل التي يمر بها العراق، ونجاح الإحتقان  في ترسيخ وتوليد ذاته، فاننا أصبحنا أمام حالة شاذة سياسيا, تتمثل بتنحية نتائج الأنتخابات واقفز عليها، وحصر دور الأحزاب في التمثيل البرلماني، وفي ممارسة مهمة التشريع فقط، ومنها الجدل العقيم الذي ندور في دوامته، ولا نعرف كيف نخرج منها، والمتمثل بإستعصاء تشكيل حكومة ليس للأحزاب وجود فيها.

الحقيقة أن الأمر الذي يعسر فهمه أو تفهمه، هو كيفية يمكن تصور حياة ديمقراطية دون أحزاب، فالعمل السياسي الحزبي، هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة تحت يدنا، لأن نمارس حقوقنا بإختيار ممثلينا في المؤسسة التشريعية، التي من البديهي أن يخرج من رحمها مؤسسة تنفيذية، تنسجم مع رغبات الناخبين، وتنفذ تطلعاتهم وفقا لبرنامج يقبله المشرعين.

ثم اذا أستعصت الحلول التوافيقية، هل يتعين علينا أن نبقى رهائن الاختلاف والإحتقان؟.. ومهما كانت الاعتبارات السياسية التي قد تدفع للإختلاف والانقسامات قائمة، فهل ثمة جدال في التأكيد على اهمية الإلتزام بالدستور كلا لا جزءا مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك الإلتزام؟.. أوَ ليس مبدا السمو الدستوري يجب أن يعلو على مبدأ السمو السياسي؟...وعندها يتم تأكيد شرعية كل طرف..

من الفطنة وإنصاف أنفسنا؛ أن نعترف أننا في إبتلاء عسير، وأس هذا البلاء هو أن البلاد قد أُبتُلِت, عقب سقوط نظام صدام, بجمهرة من الساسة يقولون ما لا يفعلون، فقد أكتشف الساسة أن إصدار التصريحات والشعارات البرَّاقة، من الأمور التي لا تخضع لضرائب أو رسوم، لذلك كانت التصريحات البرَّاقة, أثناء الحملة الإنتخابية, شيء والممارسة بعدها نقيضه تماماً، كلام جيد وموضوعي؛ يترك إنطباعاً طيباً يُقال بالنهار، ثم يمحوه الليل وانتهي الأمر!

الحقيقة أن هذا سبب ونتيجة؛ لغياب الرؤية والبرنامج، وعدم الإكتراث لمصلحة البلاد، لذلك حصل الكثير من الأقزام، على مقاعد برلمانية ما كان يحلم بها، فأعتلوا ظهورنا بأمتيازات فلكي، بينما يعاني الشعب من شطف العيش والمرض وإنعدام الخدمات.

لأن كل هم الأقزام زهو السلطة وإمتيازات بلا مسؤولية, فليس بالضرورة إزالة الفقر والأمية، وتحقيق التنمية وإستتباب الأمن. 

كلام قبل السلام: الأقزام آفة تنخر في الجسد السياسي، لتمرير مخططاتهم ببناء نظام سياسي غافل وكسيح، ومع أن العراقيين شعب على قدر عال من الوعي السياسي، إلا أن كثير من الساسة المتقدمين لقيادته ليسوا إلا أقزام، والمفارقة أن في العراق شعب عملاق يريد بعض الأقزام أن يقودوه!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك