المقالات

الحاجة لطاولات حوار وليس لطاولات قمار..!

1724 2018-11-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لاشك أن بقاء ثماني وزارات بلا وزراء، يمثل أزمة سياسية ستتفاقم؛ كلما مضى الزمن الى الأمام، وسيكون من مؤدى تفاقمها؛ وضع مستقبل النظام القائم على كف عفاريت السياسة، وسيكون الخاسر الأكبر في كل ذلك هو الشعب العراقي، ولن تكون الخسارة بسيطة يمكن قبولها، بل ستكون لها إنعكاسات مدمرةسياسيا وأقتصاديا وأمنيا، وهاهي الأنعكاسات الأمنية بدأت تلوح في الأفق، بعودة نشاط الدواعش في جنوب غرب كركوك وجنوب وغرب الموصل.

 الحقيقة التي يجب أن يتوصل لها الساسة كي يقاربوا الحل، هي انه كلما مضى وقت على الأزمة السياسية الراهنة، تترسخ قناعة عامة؛ بأن حلها يكمن في إتجاهين لا ثالث لهما، ولكنهما يسيران جنبا الى جنب.

 الأول هو بأن حد أدنى من الأتفاق مطلوب، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الأتفاق؛ مع جميع الفرقاء السياسيين، لأن ذلك سيعيدنا الى مربع المحاصصة السياسية والطائفية، ولأن تعارض الرغبات والمصالح، وتصادمهما مع بعضهما بعض، يجعل إتفاقا سياسيا جماعيا؛ ضربا من ضروب الخيال.

الثاني؛ يتمثل بأشاعة ثقافة الإتفاق؛ على حد مقبول ومتوازن، من قبل غالبية الفرقاء السياسيين، وليس بالضرورة جميعهم، وهو ما يجعل الطريق سالكة، لبناء دولة مؤسسات تستند الى القانون، وتعمل بلا كلل على التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية، وعلى توزيع عادل للثروة وللخدمات، وإشراك فعلي للجماعات في تقرير شؤونها، وبما يؤمن تنظيم علاقة المواطن مع الدولة، وفقا لعقد اجتماعي هو عقد المواطنة وسيادة الدولة.

يتحقق بواسطة السير على طريق التنمية المتوازنة؛ بإزالة للشعور بالحرمان، الذي عاشه شعبنا لعقود طويلة من الزمن.

أذا مشى ساستنا؛ بالأتجاهين الذين ذكرناهما برغبة صادقة، وبتغليب المصالح الوطنية ؛على المصالح الشخصية والحزبية، ونحوا جانبا صراعات الديكة التي أدمنوها، وتخلوا عن تحويل طاولات الحوار؛ الى طاولات قمار، فإن ذلك وحده ووحده فقط؛ من شأنه أن يوفر؛ قواعد للبناء السلمي الديموقراطي للمؤسسات، ويؤدي بالنتيجة في تقرير السياسات الاقتصادية والأجتماعية.

الشعب العراقي لم يعط الساسة شيكا على بياض، وهؤلاء يجب أن يتذكروا جيدا أن حماس العراقيين للأنتخابات كان فاترا، وكان ذلك عنوان عريض لعدم رضاهم عن أداء الطبقة السياسية، وهو ما وضع الساسة في خانق ضيق، كانت محصلة الوقوع فيه هذه الأزمة الراهنة، وهي أزمة تدل على عمق الهوة بين الساسة والشعب.

القصة لا تقف عند هذا الحد، فالعملية السياسية يكتنفها مستقبل يقف ، وأعداء العراق يتحركون مجددا، وبقاء موضوع إتمام تشكيل حكومة عبد المهدي؛ في مساحة تجاذبات الكتل السياسية زمنا اطول، يقوض مساحة صبر العراقيين، الذي تغطيه سحابة خفيفة من الأمل بالسيد عبد المهدي، لكن هذه السحابة يمكن أن تدفعها رياح نفاذ الصبر بعيدا، وعندذاك سيحصل ما لا تحمد عقباه، وهو ما يتمناه أعداء العراق..!

كلام قبل السلام: يمكننا أن نحلم بأن نحلق نحو النجوم، ولكن في نفس الوقت؛ يجب ألا ننسى أن أرجلنا على الأرض دائما..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك