قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
لاشك أن بقاء ثماني وزارات بلا وزراء، يمثل أزمة سياسية ستتفاقم؛ كلما مضى الزمن الى الأمام، وسيكون من مؤدى تفاقمها؛ وضع مستقبل النظام القائم على كف عفاريت السياسة، وسيكون الخاسر الأكبر في كل ذلك هو الشعب العراقي، ولن تكون الخسارة بسيطة يمكن قبولها، بل ستكون لها إنعكاسات مدمرةسياسيا وأقتصاديا وأمنيا، وهاهي الأنعكاسات الأمنية بدأت تلوح في الأفق، بعودة نشاط الدواعش في جنوب غرب كركوك وجنوب وغرب الموصل.
الحقيقة التي يجب أن يتوصل لها الساسة كي يقاربوا الحل، هي انه كلما مضى وقت على الأزمة السياسية الراهنة، تترسخ قناعة عامة؛ بأن حلها يكمن في إتجاهين لا ثالث لهما، ولكنهما يسيران جنبا الى جنب.
الأول هو بأن حد أدنى من الأتفاق مطلوب، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الأتفاق؛ مع جميع الفرقاء السياسيين، لأن ذلك سيعيدنا الى مربع المحاصصة السياسية والطائفية، ولأن تعارض الرغبات والمصالح، وتصادمهما مع بعضهما بعض، يجعل إتفاقا سياسيا جماعيا؛ ضربا من ضروب الخيال.
الثاني؛ يتمثل بأشاعة ثقافة الإتفاق؛ على حد مقبول ومتوازن، من قبل غالبية الفرقاء السياسيين، وليس بالضرورة جميعهم، وهو ما يجعل الطريق سالكة، لبناء دولة مؤسسات تستند الى القانون، وتعمل بلا كلل على التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية، وعلى توزيع عادل للثروة وللخدمات، وإشراك فعلي للجماعات في تقرير شؤونها، وبما يؤمن تنظيم علاقة المواطن مع الدولة، وفقا لعقد اجتماعي هو عقد المواطنة وسيادة الدولة.
يتحقق بواسطة السير على طريق التنمية المتوازنة؛ بإزالة للشعور بالحرمان، الذي عاشه شعبنا لعقود طويلة من الزمن.
أذا مشى ساستنا؛ بالأتجاهين الذين ذكرناهما برغبة صادقة، وبتغليب المصالح الوطنية ؛على المصالح الشخصية والحزبية، ونحوا جانبا صراعات الديكة التي أدمنوها، وتخلوا عن تحويل طاولات الحوار؛ الى طاولات قمار، فإن ذلك وحده ووحده فقط؛ من شأنه أن يوفر؛ قواعد للبناء السلمي الديموقراطي للمؤسسات، ويؤدي بالنتيجة في تقرير السياسات الاقتصادية والأجتماعية.
الشعب العراقي لم يعط الساسة شيكا على بياض، وهؤلاء يجب أن يتذكروا جيدا أن حماس العراقيين للأنتخابات كان فاترا، وكان ذلك عنوان عريض لعدم رضاهم عن أداء الطبقة السياسية، وهو ما وضع الساسة في خانق ضيق، كانت محصلة الوقوع فيه هذه الأزمة الراهنة، وهي أزمة تدل على عمق الهوة بين الساسة والشعب.
القصة لا تقف عند هذا الحد، فالعملية السياسية يكتنفها مستقبل يقف ، وأعداء العراق يتحركون مجددا، وبقاء موضوع إتمام تشكيل حكومة عبد المهدي؛ في مساحة تجاذبات الكتل السياسية زمنا اطول، يقوض مساحة صبر العراقيين، الذي تغطيه سحابة خفيفة من الأمل بالسيد عبد المهدي، لكن هذه السحابة يمكن أن تدفعها رياح نفاذ الصبر بعيدا، وعندذاك سيحصل ما لا تحمد عقباه، وهو ما يتمناه أعداء العراق..!
كلام قبل السلام: يمكننا أن نحلم بأن نحلق نحو النجوم، ولكن في نفس الوقت؛ يجب ألا ننسى أن أرجلنا على الأرض دائما..!
سلام..
https://telegram.me/buratha