قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
سارت الأمور وفقا للتوقيتات التي خططها لنا غيرنا، وركبنا قطار الديمقراطية، التي يمكننا أن نصفها بلا تردد، أنها أسوأ حلول الحكم المقبولة، فالأنتخابات لا يشارك فيها إلا نصف الشعب في أفضل الأحوال، ومن بين هذا النصف؛ نال بعضهم ما لا يزيد عن 100 صوت فقط، ومع ذلك أصبح نائبا في البرلمان؟!
في الإنتخابات؛ ثمة غيلان ركبت قطار الديمقراطية دون أن تقطع تذاكر، وهي تعرف أن القطار بلا قاطع تذاكر(تيتي)..فضلا عن أن العراق خزان إنتخابي كبير، تطبعه طبائع ليست ديمقراطية، ما يمكنهم من الوصول بيسر الى كراسي السلطة، على مختلف أنواعها وأحجامها!
غيرنا يقرأون البرامج السياسية للقوائم المتنافسة، ويبحثون في مؤهلات وماضي المرشحين، ويمعنون تدقيقا وتفحصا، ويزنون صوتهم الإنتخابي بميزان الممكن، فالبرامج الكبيرة الطموحة، وغير القابلة للتحقيق على أرض الواقع ليست إلا خدعة، يرفضها الناخب ويتوجه بأختياراته وقناعاته، الى من يطرح برنامجا واقعيا قابلا للتطبيق.
نحن؛ لسنا كغيرنا، إذ تسودنا طبائع الموالاة والتعصب، المركبين على بعضهما بعض!
عندنا تنام غيلان الأصنام السياسية؛ أصنام توقد تحت أقدامها شموع ومباخر ومجامر، فيما هي صامتة صمت أسد بابل، الذي يربض على صدر محارب غريب، كأنما يفعل معه الفاحشة..!
تحت لحاف الديمقراطية؛ أُسرجت خيول وخطمت جمال وضربت دفوف، وأسطف الناس تاركين مشاغلهم ومشاكلهم، ليحتفلوا بمقدم وجوه قدمت للتو، من محل الحلاقة الى شاشة التلفاز! ليقفوا بعد ذلك محنطينن على صفحات البوسترات، وبعضهم لم يحضر في حياته نشاطا سياسيا، ولم يقرأ جريدة ولم يستمع لإذاعة، ولم يتصفح موقعا الكترونيا!
وأخيرا أكتشفنا بعد إنتهاء اللعبة؛ أن ما ينظر له أو يتبناه، قادة سياسيون محنكون، ورؤساء أحزاب تاريخية؛ ورموز حركات إيديولوجية كبيرة، مجرد سفسطة وعمالة للخارج، وأنه وحده وليس غيره، آت بما لم تستطعه الأوائل..!
لقد إرتقى سدتنا بلهاء وبلغاء، سدنة هيكل سليمان وحراس مواخير الرذيلة، في تناقض عجيب أفقدنا القدرة على التمييز؛ بسبب صخب الدعاية الأنتخابية وهرجها، حيث تسبب ذلك بعاصفة، أطارت عنا لحاف الديمقراطية، الذي كنا متدثرين بوهمه، لكن أوراق التوت التي تستر عورات الفاسدين، كانت ملتصقة بقوة على أجسادهم، فأنطلت علينا الحيلة، حتى بعدما طار لحاف الديمقراطية..!
كلام قبل السلام: معركتنا الإصلاحية اليوم ضد هؤلاء، وسننتصر فيها، وسنقطع خيوط الخديعة؛ الفاصلة بين الجهل والتجاهل!
سلام...
https://telegram.me/buratha