المقالات

ما هذرت به هيذر..!

2470 2018-11-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قبل يومين جددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، "هيذر ناويرت"، مطالبة الولايات المتحدة للعراق بإزالة الحشد الشعبي، كشرط لاستثناء البلاد، من تطبيق العقوبات الأمريكية ضد إيران.

وقالت "هيذر" إنه "يجب على (النظام الإيراني) احترام سيادة الحكومة العراقية، والسماح بنزع سلاح الميليشيات الشيعية، وتسريحها وإعادة دمجها، مقابل حصولها على استثناء، يمكنها من التواصل سياسيا واقتصاديا مع الحكومة العراقية، ويمكن الأخيرة من الاستمرار بعلاقاتها مع طهران في هذا الجانب".

ما هذرت به "هيذر"، يعيد الى أذهاننا علاقتنا بالشهادة كمفهوم، فهي ليست حدثا مؤلم،ا ينغص على الأحياء أيامهم، بفقد عزيز لهم يرحل كباقي الراحلين عن الدنيا، أو كما سيرحلون هم في لاحق الأيام، وهي ليست طريقة في الموت يفرضها عدو، على من سيطلق عليه لاحقا لقب الشهيد!

الشهادة لدينا عبادة، لكنها ليست كسائر الأعمال العبادية ،كالحج مثلا الذي يؤخره كثيرين، الى آخر العمر، ليحصلوا في ذلك الهزيع، على لقب "حاج" يختمون به حياتهم، ويكتب أما أسمائهم في لافتات النعي!

الشهادة حقُ إختيار لخيار واحد، يقدم عليه من وهبه تعالى هذا الحق، الشهادة إختيار "واع"، يقدم عليه من "يعي"، أنه لا يمتلك في معركة "الوعي"، إلا سلاحا واحدا هو ذاته ووجوده، فتتحول الشهادة عنده الى منهج للسلوك وطريق للحياة.

الشهادة "حظ" لا يناله؛ إلا الموقنين بإن حياتهم في مماتهم، إذ أنها مسألة عقيدية تعني فيما تعني، أن من يقدم عليها، وصل الى لحظة الوعي، بأن عقيدته باتت مهددة في وجودها، وأن في فناءه بقاء وديمومة لعقيدته.

كان أمام الحسين عليه السلام خيارين؛ أما أن يعطي يده إعطاء الذليل، ويقر إقرار العبيد، بأن المائة وعشرين ألف نبي، الذين سبقوا جده الذي كان آخرهم، صاروا "أكسباير"، وأن عصور الطغاة قد بدأت، وأن عليه الإقرار بهذه الحقيقة، التي تتنافى مع عقيدته، التي تقول بأن الأرض سيرثها العباد الصالحين.

الحسين عليه السلام، كان يحمل قضية ليست كباقي القضايا، فهي " ليست قضية عاطفية صرفة، أو قضية حق ضائع فحسب، وإنما قضية واجهت المخاطرة بالوجود، والهوية والتجربة الإسلامية".

حينما نفهم كل ذلك ندرك أن الحسين؛ حينما أقدم على قبول خيار الشهادة، فإنه كان يؤسس لمنهج سيبقي دين جده الى أن يشاء تعالى، والى أن يتحقق الوعد الإلهي، بدولة يملؤها قسطا وعدلا، بعد أن ملئت ظلما وجورا..

"هيذر" ومن خلفها من ساسة بلادها؛ لا يفهمون أن الشهادة عشق، وأنها خيار الحياة، وأن حشدنا الشعبي، الزاخر بالمعاني الجليلة، ينهل من معين الحسين الذي لا ينضب.

كلام قبل السلام: شمس الحرية لا تحجب بغيوم،  شمسنا إنبرى منها شعاعا ملأ الكون ضياء، دموي لونه قانيٍ كنحور الشهداء، وسيدهم الحسين..وأصوات المناوئين لمجاهدي الحشد الشعبي، ستتوارى خلف نداءات "هيهات منا الذلة".

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن
2018-11-22
المقالات الاخيرة فيها نفس اقوى من باقي المقالات سلمت يداكم
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك