قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
أزمنةالأستحقاقات السياسية، أزمنة مضغوطة، خصوصا تلك التي تلي الأنتخابات، إذا تتحول فيها الشهور الى أسابيع، والأسابيع الى أيام، والأيام الى ساعات، أما الدقائق والثواني فتتبخر ولا بقاء لها.
الزمن المضغوط زمن فوضوي وعبثي، فضلا عن كونه زمن مشبع بالمؤامرات، لذلك فهو لا يمهلنا فرصة للمعالجة الحقيقيّة لمشكلاتنا، أو مقاربة ما يكتنفنا من آلام، يوماً واحدا فقط هو يوم التصويت، وفي هذا اليوم ذهب معظمنا، لإنتخاب من كنا ننتقدهم ونصفهم؛ بأنهم لصوص فاسدين مزورين، وكان أي منا يتكلم عنهم بسوء، قبل خروجه من بيته الى مركز الإنتخاب، لكنه دخل المركز الأنتخابي لينتخب أحدهم، وربما كان الـ(أحدهم) م أكثرهم فسادا..!
في أزمنة الإستحقاقات السياسية، خصوصا تلك التي تلي الأنتخابات، تنحسر الأخلاق، إذ أعادنا ساستنا فيها قسرا، الى باحات البذاءة، بذاءة تشبه تلك التي نسمعها من أبناء الشوارع، كلام بغيض لا يردده إلا الرداحين، على النفس وعلى الآخرين!..
في زمن ما بعد الأنتخابات النيابية الأخيرة، لم يتغير الموقف كثيرا، لكن الساسة أستطاعوا بخفة الحاوي إلاهائنا عن مشكلاتنا، بل وأنسونا أياها، وبقيت أوجاعنا هي ذاتها، الغريب في أمر أوجاعنا، أن كل موضع من مواضع جسمنا الوطني يئن بالألم..
من بين الغلال العرضية؛ اننا حصدنا في زمن ما بعد الأنتخابات، ما قد تأيدت صحته لنا، بعد أن كان تفكيرا وشكوكا تساور معظمنا، من أن السياسة والمشتغلين بها؛ ليسوا في وارد بناء وطن قابل للحياة، يحمل مواصفات الأوطان القابلة للحياة، وبذل الجهد من أجل الحفاظ عليه، بل أنهم في وارد الوصول الى الذهب الذي بنيت به أساساته، لغرض تحويله الى حلي لخليلاتهم ومحضياتهم وبغاياهم!
في أزمنة الأنتخابات؛ سواء الزمن الذي قبلها، أو ما جرى ويجري بعدها، لا يتبارى فرسان، ولا نبل في الصراع والوقائع والأقوال؛ ولا يبدو الأمر عسيرا، لإكتشاف أن لعبة الإختلاف عندنا، هي الخلاف من أجل الخلاف!..
الطرف الفلاني؛ ينتظر موقف الطرف العلاني من قضية ما، فيأتي بموقف مغاير ومناقض، لا لمصلحة أو مسوغ معقول، ولكن من أجل الخلاف فقط، بغضّ النظر عن طبيعته ومضمونه، وكلما تغير موقف، عادت اللغة العدائية تسيطر على الموقف من جديد.
ليس هناك عواطف أو قيم في السياسة، لأنها عملية تجارية بحتة!..
كلام قبل السلام: الخلاف عندنا ليس على المباديء، ولا من أجل مصلحة المواطن، بل حتى ليس حفاظا على مصلحة الحزب أو المكون أو الطائفة، كما أنه ليس من أجلنا، بل هو خلاف علينا، وبوصف أدق، أنه خلاف على من سيعتلي ظهرنا أولا وأبدأ!
سلام...
https://telegram.me/buratha