المقالات

زمن ما بعد الأنتخابات الرديء..!

2080 2018-11-21

 قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

أزمنةالأستحقاقات السياسية، أزمنة مضغوطة، خصوصا تلك التي تلي الأنتخابات، إذا تتحول فيها الشهور الى أسابيع، والأسابيع الى أيام، والأيام الى ساعات، أما الدقائق والثواني فتتبخر ولا بقاء لها.

الزمن المضغوط زمن فوضوي وعبثي، فضلا عن كونه زمن مشبع بالمؤامرات، لذلك فهو لا يمهلنا فرصة للمعالجة الحقيقيّة لمشكلاتنا، أو مقاربة ما يكتنفنا من آلام، يوماً واحدا فقط هو يوم التصويت، وفي هذا اليوم ذهب معظمنا، لإنتخاب من كنا ننتقدهم ونصفهم؛ بأنهم لصوص فاسدين مزورين، وكان أي منا يتكلم عنهم بسوء، قبل خروجه من بيته الى مركز الإنتخاب، لكنه دخل المركز الأنتخابي لينتخب أحدهم، وربما كان الـ(أحدهم) م أكثرهم فسادا..!

في أزمنة الإستحقاقات السياسية، خصوصا تلك التي تلي الأنتخابات، تنحسر الأخلاق، إذ أعادنا ساستنا فيها قسرا، الى باحات البذاءة، بذاءة تشبه تلك التي نسمعها من أبناء الشوارع، كلام بغيض لا يردده إلا الرداحين، على النفس وعلى الآخرين!..

في زمن ما بعد الأنتخابات النيابية الأخيرة، لم يتغير الموقف كثيرا، لكن الساسة أستطاعوا بخفة الحاوي إلاهائنا عن مشكلاتنا، بل وأنسونا أياها، وبقيت أوجاعنا هي ذاتها، الغريب في أمر أوجاعنا، أن كل موضع من مواضع جسمنا الوطني يئن بالألم..

من بين الغلال العرضية؛ اننا حصدنا في زمن ما بعد الأنتخابات، ما قد تأيدت صحته لنا، بعد أن كان تفكيرا وشكوكا تساور معظمنا، من أن السياسة والمشتغلين بها؛ ليسوا في وارد بناء وطن قابل للحياة، يحمل مواصفات الأوطان القابلة للحياة، وبذل الجهد من أجل الحفاظ عليه، بل أنهم في وارد الوصول الى الذهب الذي بنيت به أساساته، لغرض تحويله الى حلي لخليلاتهم ومحضياتهم وبغاياهم!

في أزمنة الأنتخابات؛ سواء الزمن الذي  قبلها، أو ما جرى ويجري بعدها، لا يتبارى فرسان، ولا نبل في الصراع والوقائع والأقوال؛ ولا يبدو الأمر عسيرا، لإكتشاف أن لعبة الإختلاف عندنا، هي الخلاف من أجل الخلاف!..

الطرف الفلاني؛ ينتظر موقف الطرف العلاني من قضية ما، فيأتي بموقف مغاير ومناقض، لا لمصلحة أو مسوغ معقول، ولكن من أجل الخلاف فقط، بغضّ النظر عن طبيعته ومضمونه، وكلما تغير موقف، عادت اللغة العدائية تسيطر على الموقف من جديد.

ليس هناك عواطف أو قيم في السياسة، لأنها عملية تجارية بحتة!..

كلام قبل السلام: الخلاف عندنا ليس على المباديء، ولا من أجل مصلحة المواطن، بل حتى ليس حفاظا على مصلحة الحزب أو المكون أو الطائفة، كما أنه ليس من أجلنا، بل هو خلاف علينا، وبوصف أدق، أنه خلاف على من سيعتلي ظهرنا أولا وأبدأ!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك