قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
كدأبي كل ليلة؛ كنت أتسقط الأخبار عما يدور في بلدي، من مصادر متعددة، أدخل على المواقع الألكترونية الأخبارية، فوجدتها تسرق الأخبار من بعضها البعض، وكلٌ ينسبه لنفسه!
فتشت في النسخ الإلكترونية للصحف، وجدتها جميعا تتحدث عن سبق صحفي، عن كشف مبلغ 7 تريليون دينار، طارت الى حيث لا يعلم أحد، الخبر كان تصريحا عن نائب؛ معروف لأغلب العراقيين بأنه لص معتق!
ذهبت إلى مواقع الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية، وتلك التي لم تشارك، وجدتها أحزاب تدعي العصمة، وأن رؤسائها أنبياء، وأعضائها ملائكة!
ولجت إلى مواقع الوزارات، وصفحات السياسيين الألكترونية، فلم أجد غير أمجاد لقاءات وإستقبالات فارغة، لوجوه لا تمثل حتى نفسهأ!
أجهدت نفسي كثيرا بحثا عن الحقيقة؛ وعن بصيص أمل، أو ضوء في آخر النفق، على وفق التعبير الذي دخل حياتنا بعد عام 2003!
وصل عدد فناجين القهوة إلى أربعة، بت أتجشأ سهرا ويقضة وتعبا، أبحث عن الضوء، الذي قيل أنه في آخر النفق، لكني لم أجد نفقا قط! فما بالك في ضوء في آخره؟! إذ ليس في ساحتنا السياسية أنفاق، فقط ركام من الخرائب، التي خلفتها الخلافات السياسية!
لا نفق في حياتنا السياسية البتة؛ فيها قفار وصحارى، و سهوب ومفازات، وبين الساسة حدود محاطة بالأسلاك المكهربة، عززوها بجدران عالية، أعلى من جدار سجن أبي غريب، ومع ذلك هرب عبره السجناء، مثلما يهرب الساسة من الحقائق، ليتنعموا بعطلة نيابية في عز مشكلاتنا، التي تطبخنا على لظاها!
بعد شقاء البحث الفاشل؛ حاولت أنْ أقرأ كتابا من كتب التاريخ حتى أنام! أخذت أقلِبُ صفحات الكتاب، ثم توقفت عند صفحة بعينها، وفجأة، أصبح للصفحة أبعاد، وخطفتني إلى أعماقها المحفوفة بالمغامرة، ودوامات الكتاب تبتلعني، وتغوص بي إلى حيث أرى ما لا يُرى.
أزددت يقظةً! فقد كنت أقرأ صفحات، من هوامش إبن أبي الحديد، بشرحه على نهج البلاغة، ووقفت عند حجم الجريمة؛ التي أقترفها "سيدنا" معاوية بن أبي سفيان، بحق "سيدنا" علي بن أبي طالب!
لم أجد رأسي؛ ومع ذلك كنت أرى بشرا، بيدهم سيوف وخناجر ورماح، يمرون جواري يركبون نياقا، ناديت أحدهم: يا راكب الناقة، يا راكب الناقة! رد علي: يا هذا ما أركبه ليس ناقة بل بعير! لكني كنت أرى أثداء الناقة وعورتها!
كلام قبل السلام: قلبت الصفحة؛ فوجدت سيف الصحابي الجليل "بسر بن أرطأة، يحز رؤوس صبيان آل عبد المطلب!
سلام
https://telegram.me/buratha