المقالات

ثروتنا .. قيمنا الاخلاقية

1841 2018-11-19

عادل الجبوري   اشارات التحذير والتنبيه التي اطلقها مؤخرا عدد من ائمة وخطباء الجمعة في عدد من المدن العراقية حيال بعض الظواهر والمظاهر اللاخلاقية التي برزت-او تنامت-في الشارع العراقي خلال الاعوام القلائل الماضية تستحق الكثير من الاهتمام، وينبغي ان تجد اذانا صاغية من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، فضلا عن النخب والفاعليات السياسية والثقافية والفكرية في المجتمع العراقي. لم تكن اشارات التحذير والتنبيه هذه هي الاولى من نوعها، بل سبقتها اشارات مماثلة من مرجعيات دينية وقيادات وشخصيات سياسية لها حضورها وتأثيرها وثقلها. هذا اضافة الى ان كثير من ابناء المجتمع باتوا يرفعون اصواتهم عالية محذرين ايضا من خطورة الانحدار الاخلاقي في بعض المفاصل. لايختلف اثنان في ايجابيات النظام الديمقراطي، وفي حسنات الحرية بمختلف جوانبها وعناوينها، وفي اهمية ثورة الاعلام والاتصالات في تنمية الوعي والثقافة وتوسيع دائرة الاطلاع على تجارب وخبرات الشعوب والامم والمجتمعات الاخرى، وفي التقدم والنهوض والارتقاء بالبلد في شتى الجوانب والمجالات. بيد ان الامر الخطير هو ان يساء استخدام وتوظيف تلك المفاهيم والادوات، لاسيما وانها تمثل سيف ذي حدين. اذا لم تتحرك الديمقراطية والحرية ضمن فضاءات القيم الاخلاقية والدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية فأنها تصبح بمثابة معول هدم وتدمير وتخريب، واذا لم تقنن عملية الاستفادة من ادوات ووسائل ثورة المعلومات والاتصالات فأنها ستكون عبارة عن اسلحة فتاكة تفوق في خطورتها الطائرات والمدافع والدبابات. من الخطأ جدا ان نقلد مجتمعات اخرى تختلف عن مجتمعاتنا في قيمها الدينية ومنظوماتها الثقافية وضوابطها الاجتماعية، تقليدا اعمى تحت يافطات الديمقراطية والحرية والانفتاح، لنستعير منها التحلل والابتذال والتفسخ الاخلاقي، لاينبغي ان تقوض الديمقراطية والحرية ومايتعلق بهما من مفاهيم وممارسات وسلوكيات الاسس والقواعد الاخلاقية والقيمية السليمة، ولابد من وجود ضوابط وقيود في الشارع وفي الجامعات والمدراس والاماكن العامة وعلى وسائل الاعلام لاتقوم بمصادرة الحريات العامة بقدر ما تنظمها وتوجهها بالاتجاه الصحيح الذي يعود بالنفع على المجتمع ويجنبه الانزلاق الى مهاوي التحلل والفساد والرذيلة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك