قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
قبل عدةسنوات جرى نقاش كبير؛ في وسائل الإعلام وفي مجلس النواب العراقي، حول تغيير العلم، وهو نقاش لم يفض الى نتيجة، وليس من المتوقع أن يصل في المدى القريب الى نتيجة، لأن الأمر يتعلق بثقافة ليس بالمستطاع مغادرتها.
بعضهم يرى أن الدولة غارقة بمشكلات؛ لا تتيح لها إنهاء هذا الملف، الذي يرونه ملفا قابلا للتأجيل، فيما يعده كثيرين من أهم الملفات، لأن الرايات والأعلام تعتبر وسائل ترميز مكثفة لما تمثل..
ولأن الرايات وسائل ترميز مكثف، فإنها عادة لا تحتوي تفاصيل كثيرة، و لا يزيد عدد ألوان أعلام الدول عن أربعة على الأعم الأغلب،لكن ثمة أعلام لبعض الدول، من لون واحد فقط..
يمثل الرمز في العلم ، تاريخ الدولة وثقافتها، كما يمثل العقيدة التي تعتنقها، بل يمثل لدول بعينها سبيلها في الحياة، أو كيف ستتصرف في الأزمات..
من هذا المنطلق، كان العلم العراقي بألوانه الأربعة، يتمثل قصيدة صفي الدين الحلي ، التي منها: "بيــض صنائعنا، سود وقـائعـنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا".
العلم يختصر فلسفة دولته، وفلسفة العلم العراقي الحالي، نصفها خير ونصفها شر!..وفي الأخير يبتلع الشر الخير، ولا يبقي منه ذكر!
الأبيض صنيع الخير، والأخضر يذكر بترحال العرب الدائم، بحثا عن العشب والكلأ لبعرانهم!..أما وقائعهم فهي سوداء مسخمة، بمواضي حمراء ليس من ورائها؛ إلا الدم والدم فقط..تلك هي العقيدة التي يمثلها علمنا، نصف خير ونصف شر، يأتي على الصنائع البيض القليل،ة ليمحيها ويمحي كل خير!
لكن ما بالكم بعلم لبلد، جمع فيه لفظ الجلالة الى سيف..! ليمحى من ذاكرة من يراه، ذلك الوصف الذي أحبه تعالى، على كل الأوصاف، فأبتدأ به كل سورة من كتابه الكريم بسم " الرحمن الرحيم"..السيف ليس أداة رحمة قط..
نعم ، جرت حروب ومعارك، بعضها كبرى في أول بدايات الإسلام، لكن معارك الرسول الأكرم، لم تكن معارك هجومية قطعا، بل كانت جميعا دفاعا عن الإسلام وبيضته، أما الغزوات الكبرى؛ التي جرت بعد إلتحاق الرسول الأكرم بالرفيق الأعلى، فقد كانت مختلطة الأهداف، يغلب عليها الهدف السياسي، وبناء دولة الفتوح.
مع ذلك فإن المقاتلين المسلمين، وبعد أن تعييهم وسائل الإقناع " أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، كانوا يخيرون من يقارعهم بالإسلام والجزية، بعدها ثم القتال إضطرارا، وتلك كانت مع غير المسلمين، وفيها إعذار ومنطق..
لكن سيف علم مملكة آل سعود، ليس موجها لغير المسلمين قطعا، فلسنا في زمان فتوحات، وليس بمستطاع أبناء عبد العزيز، غزو كولومبيا مثلا لنشر الإسلام، وليسوا راغبين بحرب اليهود الغاصبين في فلسطين، فهم على أية حال أهلهم وذويهم..!
سيف علم آل سعود؛ موجه للمسلمين ليس إلا، وهو إمتداد طبيعي لذلك السيف، الذي قطع رقبة إبن بنت الرسول؛ الذي خطوا أسمه في علمهم...!
كلام قبل السلام: من يعتنق السيف لن يغادر ثقافته!
سلام..
https://telegram.me/buratha