المقالات

الغباء عقبة في طريق بناء العراق..!

1747 2018-11-16

كاظم الخطيب

 

الغباء تلك الآفة الأكول، والفاه الشره، اللذان يتغذيان على خلايا الفهم والإدراك، ويلتهمان مراكز التمييز والإحساس.
تارة يكون الغباء سلوكاً فردياً، ونقصاً مدركياً، ويكون تأثيره محدوداً، بمحدودية مدارك المرء الذي أبتلي به بصورة جلية واضحة ظاهرة. 
تارة أخرى يكون الغباء باطنياً، بحيث يخيل لهذا الشخص، بأنه على درجة عالية من الذكاء، وإنه قادر على التمييز بين الأمور بشكل واعٍ ومسؤول، في حين تجده من الغباء لدرجة يصعب فيها الإتفاق معه في النقاش على أمر هو غاية في البداهة، والوضوح.
أزمة العراق مع داعش، أفرزت الكثير من الحقائق التي لا يمكن أن يختلف عليها إثنان، ولا أن ينكرها أحد، فقد إجتاحت فلول داعش المحافظات الغربية من البلاد، حتى وصلت إلى مشارف العاصمة بغداد، بعد تخاذل قادة الجيش، وتآمر بعض الشركاء في العملية السياسية، وتواطؤ الكثير من أبناء تلك المحافظات وإنخراطهم في صفوف داعش. 
كان من أهم تلك الحقائق، هي ولادة جيش عقائدي وطني، يتحلى بالشجاعة والإقدام، ولد هذا الجيش من رحم القاعدة الولائية للوطن وللمرجعيات الدينية، وعلى رأسها، مرجعية السيد علي السيستاني، صاحب فتوى الجهاد الكفائي؛ التي دعت إلى قتال الغاصبين من الدواعش.
حقيقة أخرى أفرزتها هذه الأزمة؛ وهي ظهور الجمهورية الإسلامية كحليف إستراتيجي مهم وفاعل بالنسبة للعراق.
وحقيقة ثالثة وهي حالة من التلاحم الحقيقي بين الشعبين العراقي والإيراني، من خلال المشاركة الفاعلة في مواجهة الخطر الداعشي، من خلال الدعم الإيراني.
الحقيقة المؤلمة الرابعة، التي أفرزتها هذه الأزمة، هي وجود جيش من المغفلين، من الذين باهى بهم معاوية بن أبي سفيان- قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل- قوم ينادون لحلفائهم( إيران بره بره)، ولأعدائهم( دارك يالأخضر).
قد يأتي من يقول متسائلاً وبكل غباء، كيف تجعل من الأعاجم حلفاءً لك، ومن العرب أعداء؟ وأقول له إن صفة العرب لا تنفي أن يكون العربي عدواً، كما أن صفة الأعجمي لا تثبت أن يكون الأعجمي عدواً، بدليل قتال العرب لنبي الرحمة محمد- صلى الله عليه وآله- وقتال العرب لعلي- عليه السلام، وقتلهم للحسين- عيه السلام، وقتالهم بعضهم بعضاً على مر الدهور، فأي صفة يمكن أن تطلقها عليهم في هذه الأحوال؟ أليس هي صفة العدو؟.
روسيا بلد أعجمي، وكانت حليفاً إستراتيجياً مهماً لسوريا، وكانت إيران والصين كذلك، بينما كانت السعودية ومستنقعات الخليج ومصر- التابعة ذلاً وإمتهاناً لآل سعود- ومرتزقة المغرب والسودان كانوا- وما زالوا- هم ألد أعداء العراق، وسوريا واليمن.
أقول للعبيد الذين يدعون الحرية وللمسوخ الذين يتبجحون بالعروبية، إسلخوا عنكم جلود الأفاعي، وتنبهوا لمصيركم القادم، على أساس قراءة منصفة للتأريخ والذي هو بالأمس القريب..وإسألوا أشلاء إخوانكم، من الذي مزقها بالمفخخات؟ ورقاب أهليكم، من الذي حزها بالحراب؟ وفروج نساءكم، من دنسها بالنكاح؟ وعوائلكم، من الذي هجرها في المخيمات؟. 
لابد من الرجوع إلى العقل، والخروج من دائرة الغباء المقنع، والذكاء المصطنع، لابد من أن نجعل العراق- بلدنا- فوق كل الإعتبارات فمصلحة العراق مع من يكون حليفاً له؛ وإن كان أعجمياً، لا مع من يجاهره العداء؛ وإن كان عربياً.
لا يمكن بناء وطن بتصورات الآخرين، كما لا يمكن أن يتحرر شعب بتبعية مشتتة، وولاءآت متنوعة، فلا ولاء إلا للعراق، وما عداه إما حليف أو عدو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك