علي الطويل
بعد 15 عاما على سقوط النظام الصدامي الذي علق الشعب العراقي اماله الكبرى وطموحاته واحلامه على نهايته على امل ان يجد تغييرا كبيرا في نمط حياته وعيشته وحريته ،الا ان الامر سار بشكل مغاير لتلك الامال والاحلام والطموحات فالحكومات المتعاقبة لم تستطع انتشاله من الفقر ولم يكن لها ارادة حقيقية في التغيير الجدي في كل مفاصل العمل والحياة ولكم يكن لها قدرة على التخطيط العلمي الجاد الذي يرمي الى نقل حياة المواطن من الفقر والعوز وفقدان الكثير من حقوقه الى مايمنحه فرصة العيش الكريم رغم الميزانيات الكبرى التي لو استثمرت بالشكل الصحيح لكان الامر مختلفا عما هو عليه الان ، ولانستطيع ان نرمي كل هذا التقصير في خانة الحكومات وحدها وانما التدخلات الاجنبية والظروف الكبرى لها دورها ايضا في خلق ازمات حادة عانى منها المواطن .فقد سارت الامور بشكل لم يكن متوقعا اذ ان تلك الازمات مست عيشه عبر فقدان مفردات البطاقة التموينية ومست كرامته عبر اذلال المواطن عند مطالبته حقوقه ومامنحه الدستور من حريات وحقوق واستخفت الحكومات به كانسان عندما خدعته بالوعود البراقة الكاذبة فكان العراقي يعيش في دوامة كبرى بين الاعلام المادح الذي يمتدح الفاسدين وبين الواقع المزري الذي يعشه بشكل يومي والذي افقده لابسط حقوقة .وقد بح صوت المرجعية الدينية العاليا الراعية لمصالح الناس من المطالبة بالتغيير والاصلاح ومراعات المواطنين في حقوقهم دون جدوى ولم يسمع احد لنصائحها وقد سارت جميع الحكومات المتعاقبة في نسق واحد في هذا الاطار .وبعد انتخابات 2018 واختيار السيد عادل عبد المهدي رئيسا لمجلس الوزراء استبشرت الغالبية العظمى من الشعب العراقي وتاملت التغيير على يديه فالرجل يملك العقلية الواسعة والعزيمة والجدية في التغيير الحقيقي ويملك روحية العمل والاطلاع على منهاج عمله نستطيع ان نمنح انفسنا مقدارا كبير من الامل بان الامور تسير بالاتجاه الصحيح ويبقى ان تتكاتف الجهود من جميع الاطراف في العملية السياسية لدعم منهجه واعطائه الفسحة لاجل تطبيقه وترك التجاذبات والاختلاف على المكاسب جانبا من اجل ان تسير المور بالاتجاه الذي خطط له عسى ان يقدم ماعجزت عنه الحكومات السابقة في انصاف هذا الشعب الصابر المضحي الذي عانى ماعانى دون ان يجد من ينصفه
https://telegram.me/buratha