المقالات

عصر الفوضى المخطط لها!.

1570 2018-11-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لماذا لم يستقر العراق، بالرغم من مرور قرابة ستة عشر سنة على زوال الطغيان، ومرور قرابة سنتين ونصف على خروج قوات الإحتلال المريكي؟

وسيكون هذا السؤال مفتاحا لبوابة سؤال آخر؛ هو هل من نهاية للفوضى الراهنة؟ وما هو مدى الفوضى القادمة؟!

تتذكرون جيدا؛ الكيفية التي دخلت فيها قوات الأحتلال الأمريكي الى العراق، فلقد كانت سرفات دباباتهم تنهب الأرض نهبا، وكأن البلاد خالية من جيش يقف سويعات على الأقل، وتتذكرون صورة دبابتي الأبرامز في عمق مدينة بغداد، حيث توقفت إحداهما فوق جسر الجمهورية، تماما في وسطه، لتطلق طلقة الأنتصار المزعوم على فندق الشيراتون، في اللحظة التي كان فيها الصحاف وزير أعلام صدام، يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن هزيمة "العلوج"، وهو الأسم الذي أطلقه على القوات الغازية.

هذه تذكرة لنبين أن المحصلة النهائية لما جرى في العراق، هي خروج قوات الأحتلال بطريقة معاكسة تماما، للطريقة الأستعراضية التي دخلت فيها، لأنها أكتشفت أن أكتشفت أن ثمن البقاء، سيكون أكثر تكلفة من ثمن الأحتلال، و أنها لم تعد قادرة على الأدارة المباشرة، لعملية التحول التاريخي في المنطقة، والذي جائت الى العراق من أجله.

 فقد خرجت عن يدها، كثير من مفاصل العملية السياسية في العراق، تلك العملية التي تصور الأمريكان؛ أنهم صمموها وفقا لمتطلباتهم وأهوائهم لتخدم مصالحهم، لكن النتائج كانت ليس مثلما أراد المصمم، وتحولت أتجاهات الريح بما لا يخدم أبحار السفينة بربان أمريكي.

 كما أن المؤشرات والمعطيات في المنطقة، تشي بأنها قد خرجت عن السيطرة، والثورات التي مكننتها متعاضدة آلات التخطيط الستراتيجي الغربية والأمريكية، باتت بحكم الخارجة عن التحكم والسيطرة، فثورة مصر تعيد بناء أولوياتها، وليبيا سقطت في وحل الإرهاب، وتونس رجعت الى الوراء، ربما الى قرن من الزمان، وأليم صارت في خبر كان!

 هكذا تأكد لأساطين التخطيط الستراتيجي الأمريكي، أن ليس من بد من أغراق المنطقة، والعراق بضمنها، في حالة واسعة من الفوضى الشاملة،  تطيح بالدفاعات الوطنية، وتكسر بالتالي إرادة الشعوب، وتؤدي إلى الهزيمة المادية والمعنوية..

الحقيقة الواضحة التي يتعامى عنها ساستنا، ولا يقرون بها، هي أن المحتلين قبل خروجهم من أرضنا، قد حشدوا كافة أسلحة الفوضى، وتوظيفها في المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد..

إننا لا نكتشف شيئا جديدا حينما نقول أن صراعات المرحلة والتي بانت هنا في العراق، وفي سوريا اخذت  نمطا جديدا لتنتقل من كونها حروبا بين الدول، إلى كونها حروبا داخل الدول .

كلام قبل السلام: العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والمتوسطة تناقش الأشياء، فيما العقول الصغيرة فهي التي تناقش الأشخاص!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك