قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
السيد العبادي واحد من قيادات حزب الدعوة الإسلامية، وفي أدبيات السياسة العراقية، نعرف أن حزب الدعوة، كان في طليعة المعارضة العراقية، وأنه قدم على هذا الطريق تضحيات جسيمة، تقدمتهم ثلة مجاهدة أطلق عليها قبضة الهدى..
بعد سقوط نظام صدام بالكيفية التي سقط بها، تقدم الحزب الصفوف للحكم، كاستحقاق جهادي، وكان السيد العبادي؛ بين الذين أنخرطوا بالعملية السياسية والسلطة بكل تفاصيلها، الى أن وصل في ليلة الهرير من عام 2014، يوم وجد قادة البلد فيه بديلا "دعوجيا"، عن المالكي الذي كان مرفوضا سياسيا، على الرغم من فوزه بأعلى الأصوات، وتلك قصة أخرى تحتاج يوما ما الى تفكيك..
العبادي كان رئيسا للوزراء خلال أعوام أربعة، قدم خلالها نموذجا سلبيا، لا يتناسب من "جهادية" الحزب الذي ينتمي اليه!
ذاكرتنا ليست مخرومة، ولنا عودة الى عام 2017، وهو ليس بعيد؛ في يوم من أيامه، قال العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، جملة واحدة فقط، "داعش لا علاقة له بالسعودية"..جملة ضمن بواسطتها الدعم السعودي له وليس للعراق، إذ لم نجن من السعودية إلا الويلات.
لكننا أيضا نتذكر أن العبادي نفسه، هو القائل "عام 2007 خمسة آلاف مفخخ انتحاري سعودي قاموا بعمليات في العراق"
هوية ومنابع داعش معروفة، وبسببها اضطرت اميركا، لوضع قانون جاستا 2016، الذي يحمل السعودية المسؤولية عن الاٍرهاب، ويمكن المواطنين الأميركيين من مقاضاتها في المحاكم، خصوصا ضحايا سبتمبر2011، القانون ما يزال موجودا، لكنه مع وقف التنفيذ.
فما الذي دعى العبادي لتبرئة السعودية؟ سؤال كبير؛ تبعته إجراءات وتصرفات أتخذها العبادي، كان من مؤداها أن ناصب العداء، لكل من وقف بالضد من الأرهاب السعودي، وكان الحشد الشعبي؛ في مقدمة الجهات التي عاداها.
الحشد مؤسسة بُنيت بفتوى المرجعية وتحت لواء الدولة، وجماهير الشعب المتطوعة، كانت الرافد الكبير للحشد، إلا أن الفصائل المجاهدة كانت الأساس، لأنها كانت تمتلك جهوزية أهلتها، لأن تخوض المعارك فورا، وفعلا بان أثرها بعد بضعة أيام، حينما أبعدت بإقتدار، شراذم الدواعش عن محيط بغداد.
منذ تلك الأيام بات وجود الفصائل المجاهدة، مقلقا للسيد العبادي، لأنها تعمل بعقيدة مخالفة تماما لعقيدة العبادي، والفصائل المجاهدة بعيدةً كل البعد، عن الفُلك الذي يسبح فيه، ولذلك وكلما يحقق الحشد إنتصارا، كانت الفجوة تتسع بينه وبين العبادي، وكان ذلك ينعكس دوما؛ بتصرفاتٍ متشنجةٍ تصدر عن العبادي، كأن يُرَوِجُ هو أو وسائل إعلامه، متهما أن الحشد منفلت، وأن أفراده يتصرفون تصرفات مسيئة، مرددا ما تردده الأبواق المعادية..ويزيد!
في جنبة أخرى، كان العبادي يستمع بإهتمام بالغ، الى الشكاوى الكاذبة ضد الحشد، مع علمه أنها محض إدعاءات، في سياق معركة تسقيط الحشد.
فيما كانت النتائج مدهشة على الأرض، حيث وبسرعة فائقة، تشكلت هيكلية ممتازة للحشد الشعبي، إذ كان يجري بناء الحشد، جنبا الى جنب مع أزيز الرصاص، ما أهله لأن يحقق إنتصارات باهرة، فلم يخسر معركة واحدة قط، ولم يستشهد له شهيد واحد منكفئاً عن أرض المعركة، وكان من بين الشهداء قادة كبار في الحشد، ما يعني أنهم كانوا في طليعة المقاتلين.
كلام قبل السلام: كل هذا والعبادي كان يمارس اشد أنواع التضييق على الحشد وقياداته، لكنه ويا للمفارقة؛ كان يسارع الى الحشد لائذا به، كلما أشتد الوطيس عليه، لكنه ترك قانون الحشد على الرف..!
سلام..
https://telegram.me/buratha