ليث كريم
كما يبد ان الولايات المتحدة و اسرائيل ساموا اللعب تحت الطاولة , وصراعات المنطقه تسير وفق ما خططت له للولايات المتحدة منذ سنين طويلة , والحلم بالتطبيع ينتظر خروج ايران من معدله الصراع مع اسرائيل .
منذ السبعينات تحدث هنري كسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة انذاك عن امكانية اعتراف وتطبيع اسرائيل مع جوارها , كان في وقتها اشبه بضرب من الخيال , لكنهم لم يتوانوا عن تحقيق ذلك وبدئوا يزيحون الدول المناهضه لحلمهم دوله تلوا الاخرى , ففي 1979 اخرجوا مصر من معدله الصراع مع اسرائيل باتفاقيه كامب ديفد , ثم اخرجت الاردن باتفاقيه وادي عربه , وبين الترغيب والترهيب اجبرت عربان الخليج على الاعتراف ولو سرا , وبقيه دول العراق _ايران_ سوريا _ليبيا , فمكر الولايات المتحدة ادخل الدول الاربع بحروب فيما بينها حتى انهكوا , وفي 2003 خرج العراق من المعادله وتبعته ليبيا في2011 , وأغرقت سوريا بالإرهاب وكثرت جراحها ولم تعد قادرة على المواجهه , ولم يبقى الا ايران فحاربت امريكا ايران بكل الطرق الا العسكريه منها حروب بالنيابة و مؤامرات وحصار اقتصادي , وواجهته ايران كل هذا بثبات اذهل العالم اجمع , لكن الى متى ستصمد ايران ؟ وهل تؤثر كثافه العقوبات على عزمها ؟ , القيادة الايرانية اكدت ولأكثر من مره ان من صمد 40 عام سابقه قادر على تجاوز الحصار المفروض بغير رحمه ومن دون سبب الا لأنها ترفض التطبيع مع العصابات الصهيونية , بالوقت الذي تستقبل به عمان رئيس وزراء الكيان الصهيوني , ويعزف النشيد الوطي الاسرائيلي على ارض الامارات ومواقف مشابهه لقطر والسعودية والبحرين , ويرجح ان يكون اعلان تشكيل الناتو العربي في يناير 2019 والذي يظم دول الخليج ومصر و الاردن بالإضافة الى امريكا و اسرائيل وهي خطوه متقدمه نحو الحلم اليهودي , الجولة الاولى من العقوبات لم تؤثر بشكل كبير على الجمهوريه الاسلامية , و الجولة الثانيه منذ البداية انحسر تأثيرها بفعل الدول المستورده للنفط الايراني و خصوصا الصين والهند واليابان .
ولعل تمرير صفقه القرن وفق المنظور الامريكي الا يحتاج الى اسقاط النظام في ايران , فقط يحتاج الى تحجيم دورها كما حصل مع سوريا , الصمود اليوم لا يعنى به ايران فقط بل العالم الحر بأسره , لأنها قضيه شعب مظلوم والحاضر والمستقبل لهذه ألأمة .
https://telegram.me/buratha