زيدالحسن
الحيرة لم تكتنف عمرو بن العاص حين سأله سائل عن علي عليه السلام وعن معاوية ، وقد فكر بدهاء شيطانه الذي تلبسه ، ورغم هذا نطق بالحق ؛ الصلاة خلف علي اقوم والجلوس على موائد معاوية ادسم .
التاريخ لا يعيد نفسه ولكن دائماً هناك قطبي تناقض ، جانب الخير و جانب الشر و بينهما صولات وجولات ، والمنتصر في العادة هو جانب الخير رغم انه يخرج من الحرب مثخناً بالجراح .
امريكا جالبة الدمار لكل شعوب العالم ، و الواضعة يدها في افواه حكام العرب وعاقفة لهم الالسن ، ما زالت تهيمن وتنفرد بقراراتها السياسية وتنفذ عقوباتها وفق اهواء ومصالح ذات نفع لها ، ولا يهمها أن جاعت الشعوب وأن تشردت ، ولا يفزعها دمار البلدان وانتشار البؤس في ارجاء المعمورة فهي الشيطان الاكبر دون منازع .
اليوم قد صدر القرار الامريكي لتنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات الجائرة ضد ايران وهذه الحزمة الجديدة أشد ضراوة وفتك من التي سبقتها ، وبلا ادنى شك ان هذه العقوبات تؤثر أثراً كبيراً في حياة الشعب الايراني المسلم ، وتدمر البلد تدميراً ، وهذه هي الغاية المنشودة للامريكان وهي تدمير الشعوب الناهضة .
العراق اليوم و بالضبط الساسة العراقيون في مفترق طرق بين الالتزام بالمعاهدات الامريكية المفروضه على العراق ، واعلان ولائهم للجانب الامريكي ، وبين رفض الظلم والجور وعدم الالتزام بهذا القرار ، فأين سيتجه ساسة العراق ؟ رغم ان الامر واضح ولا يحتاج الى دراسة وتمحيص لو فكرنا بمصلحة العراق اولا قبل أي تفكير أخر ، لوجدنا أن الخير كله والصلاح أتانا من الجمهورية الاسلامية ، والشر كله اتانا من امريكا وحلفائها ، امريكا التي لم نجني منها سوى مختلف الاوبئة والامراض ، بسبب آلتها العسكرية التي جعلت ارض العراق مسرحاً لعملياتها العسكرية ، امريكا من دمر العراق ايام احتلال الكويت ، امريكا من صنع داعش في العراق ، وامريكا اخيراً من دمر العراق تدميرا شاملا ايام التحرير المزعوم من نظام الطاغية ، هل يعقلها عاقل الان ان امريكا ستجلب لنا الخير في قرارها هذا ، او في اي قرار اخر ، مستحيل ان يكون للخير طريقاً يسلكه شيطان .
عليك الصلاة والتسليم يا حبيبي يا رسول الله محمد ، أمتك الاسلامية تفكر وتحتار وهي تريد تجويع الشعوب المسلمة ، ساسة العراق يفكرون و ربما سيعقدون العزم على وضع اياديهم بيد المخططات الامريكية لتدمير بلاد الاسلام ، فهل بعد هذا الهوان هوان .
ايها المسلمون اتبعوا نهج علي عليه السلام واقيموا الصلاة خلفه ، ودعكم من الموائد الدسمة التابعة الى أئمة الكفر ، فلن توصلكم الا الى الهاوية .
نريد بالاسلام الصلاح والكمال ، ونريد توحيد البلاد المسلمة ، ونحن نضع ايادينا بايادي الكفرة المجرمين فكيف سنفلح ؟ وكيف سيتقبلنا الله في عباده الصالحين ونحن مسلمون بالاسم فقط ، وننساق خلف اهواء اهل الضلالة والفتن ونحارب اهل الاسلام في قوتهم ؟
https://telegram.me/buratha