المقالات

حصاد الإنفتاح على الشر الوهابي..!

1747 2018-10-29

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 قد يتوهم بعضنا أن الفساد ينحصر بشكليه الإداري والمالي، لكن الحقيقة التي توصل إليها العقلاء، هي أن الفساد بنية متكاملة، إن على صعيد المجتمع أو على صعيد الدولة، وأنه أرث قديم قدم البشرية، وهو فاشٍ في مفاصل حياتنا، ويكاد لا يخلو منه نشاط إنساني، حتى في الدين ثمة فساد، بل ربما هذا النمط من الفساد، هو الأب الروحي لباقي الأنشطة الفاسدة!

العقيدة الدينية تفسد؛ بتسويغها لممارسات الجماعات والأفراد الخاطئة، تحت عناوين القداسة، ولذلك هي أكثر أنواع الفساد خطورة، وأشدها مضاءا في سميته المجتمعية.

فساد العقائد كان موجودا هو الآخر منذ الأزل، لكنه لم يكن بمثل ما هو عليه في زماننا هذا، ولم يكن بمثل هذه الحدة أو العلنية، بل لم يكن يتحرك بمعطيات وبنية منظمة، مثلما هو عليه الآن..

يصبح الفساد الديني، أكثر خطورة بلحاظ قدرته الفائقة، على لي أعناق النصوص، وتطويع الماضي بخدمة تسويق الأهداف الدنيئة، التي يسعى أساطينه الى تحقيقها، في الحاضر والمستقبل القريب.

هذا ديننا صريح العبارة قويها، يمنع قتل النفس التي حرم خالقها قتلها، تحت أي ذريعة، ورسولنا الأكرم صلواته تعالى عليه وآله وسلم يقول: " ادرءوا الحدود بالشبهات"،  وبمجرد وجود شك في حيثيات ما يستوجب الحد بسببه، يتوقف تنفيذ الحد بشكل تام، وللنظر في قول رسولنا : "إن الإمام أن يخطئ في العفو، خير من أن يخطئ في العقوبة"..

أفبعد هذين النصين الصحيحين الصريحين، مجال لفاسد عقيدة، من رجال التكفير، من باب ينفذون منه، لتسيوغ فتاوى القتل بالجملة؟ بل أنهم يفتون بقتل من هو غير معنون بذاته، أي أنهم لا يفتون بقتل فلان من الناس، لأنه أرتكب الجرم الفلاني، لكنهم يفتون بقتل مجهولين وعلى العنوان العام، لأنهم شيعة مثلا، كما أفتى بذلك بلا إستبطان أو تمويه، شيوخ الضلالة الوهابية.

بسبب خطورة فساد العقيدة الدينية، فإنه لا يجب منح أي نوع من أنواع الحصانة، تحت أغطية القدسية الزائفة، وإذا أراد مجتمعنا المسلم، أن يعالج آفة الفساد العام، عليه أن ينتزع الحصانة، عن المتدرعين بدروع الدين المؤوَل!

إن الوهابية ليست عقيدة دينية، بل هي منهج همجي للقهر وإذلال البشر، وقيادتهم بإتجاه الظلام الدامس، ولأنها كذلك، فإن على العالم أن يتحد في مواجهتها، وأن يرتب أوضاعه كي يهزمها، وهذا لن يتحقق قطعا بالسياسات الملساء، التي درجت عليها دول العالم، ومنها دولتنا بدعوى الإنفتاح!

كلام قبل السلام: اللهاث على علاقات منفتحة مع دولة الشر الوهابي، لن يكون في صالحنا، وسنحصد منه الخيبة والخسران، وستثبت الأيام أن أول من يكتوي بشرورها، هم اللاهثون أنفسهم!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك