المقالات

إنه موسم الحسين.. موسم القلوب ووحدة الشعوب..

2136 2018-10-28

كاظم الخطيب

تمر المواسم على الناس تباعا، ويتهيأ الجميع لها، مواسم مناخية، وأخرى وجدانية، وثالثة، تنفرد بها شعوب دون غيرها، ومواسم شتى ما أنزل الله بها من سلطان .
موسم واحد ينفرد بخصوصية مطلقة، وكيفية فريدة، وطقوس فطرية، وأخلاق عقائدية، يشوبه الحزن ويكتنزه السرور، موسم له عند الله شأناً عظيماً، فعندما تحل أيام شهر محرم الحرام- بحسب تعبير الإمام الصادق عليه السلام" أمر الله الملائكة فنشروا قميص جدي الحسين، فتنقبض له قلوب شيعتنا" 
موسم كأنه الحج، موسم كأنه المعراج، موسم كأنه القيامة، أنه موسم تتسابق به القلوب مع الأقدام، والأرواح مع الأبدان، إنه موسم كما الربيع عندما يحل على الأرض؛ فيحيلها بساطاً أخضراً، وعالماً أزهراً، إنه موسم القلوب.
مسيرة مليونية راجلة، تحث الخطى، تطوي الثرى، تتوافد من كل فج عميق، نحو قبلة جعلها الله سبحانه وتعالى، بوتقة تنصهر فيها الألوان والأعراق والأنساب والأجيال، جعلها الله أيقونة تظم في محتوياتها أنفس المعادن البشرية، مسيرة كأنها الخلود في مداه، والفخر في علاه.
السائرون في طريق الحسين؛ هم المعنيون في دعاء الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام " اللهم اغفر لي ولإخواني و زوار قبر أبى الحسين بن على صلوات الله عليهم الذين انفقوا أموالهم و اشخصوا أبدانهم رغبه فى برنا و رجاءً لما عندك فى صلتنا و سرورا ادخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه و آله و إجابة منهم لأمرنا و غيظا أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضوانك فكافهم عنا بالرضوان و إكلاهم بالليل و النهار و اخلف على أهاليهم و أولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف و اصحبهم و إكفهم شر كل جبار عنيد و كل ضعيف من خلقك أو شديد و شر شياطين الإنس و الجن و أعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم و ما آثرونا على أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم ".
قوم أدخلوا سروراً على قلب حبيب الله، لابد أن يدخلوا غيضاً في قلوب أعداء الله، وجنود الشيطان الذي قال مخاطباً الحق سبحانه" لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ"، كان وعداً من الشيطان؛ بأن يزج جنوده في طريق الله المستقيم- كربلاء الحسين- وأن يأمرهم بأن يبثوا الفتن وأن يدعون الناس إلى الظلال.
إجتهد أئمة الكفر والظلال، من الإستكبار العالمي-أمريكا- وبور ة الكفر والنفاق - السعودية- وخلطاء النطف- بقايا نظام صدام وأبناء الرفاق- على أن يثيروا فتنة بين قطبي المحور الشيعي؛ وهما الشعب العراقي وشقيقه الشعب الإيراني، فإنبرت لذلك: منابر إعلامية، وجهات سياسية، وجيوش ألكترونية، ظناً منهم أنهم سوف يحققون وعد الشيطان الذي قطعه على نفسه، متناسين وعد الله سبحانه( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).
وفي خضم ذلك، كان الأشقاء في العقيدة، والشركاء في المصير، كما التبر إذا حك بالمحك، وبان معدنهم الأصيل، وطرازهم النبيل، وكانوا كما الذهب المصفى، كلما حك بمحك يزداد لمعاناً، ويشع بريقاً، فأخذ العراقي يدفع لأخيه من إيران تأشيرة الدخول، ويفرش له الأرض وروداً ويملأ له السماء عبيراً، وتكاتف رجال الأمن وعمال النظافة، وتعبيد الطرق، وخدمة الزائرين، من كلا البلدين وكأنهم من بلد واحد، يرددون قصيدة الإخاء، ووحدة المصير( إيران والعراق لا يمكن الفراق).
دُحِرٙ كيد الشيطان ، وكان كيد الشيطان ضعيفاً، وكان صوت الحق عاليا ومدوياً، وتحقق وعد الله وكانت كربلاء، روضة من رياض الجنة، جنة الله في الأرض التي جعلها لعباده المخلصين، الذين داسوا بأقدامهم وهم يولون وجوههم سطر المنحر الحرام، على جباه أئمة الكفر الذين إجتهدوا على أن يطمسوا ملامح عاشوراء الحسين، وأن يشقوا عصى أمة علي بن أبي طالب، وأن يحققوا وعد الشيطان، وكانوا عند وعد الله سبحانه، أن لا سلطان للشيطان وجنوده على المخلصين الذين يردون الفردوس نزلاً، فردوس الدنيا، في روضة كربلاء الحسين.
طريق كربلاء، جنة يسير فيها المنعمون في رياضها، تخدمهم نفوس سمت وتسامت، وقلوب ترفعت وإسقامت، يأكلون حيث شاءوا، ويرقدون متى أرادوا، تتعانق قلوبهم وقد رفع الله ما في قلوبهم من غل إخواناً متحابين، يتقلبون بين أيادي خدام، دأبهم الفخر، وسجيتهم الكرم، وندائهم ( هلا بالزاير) وتحيتهم فيها سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك