المقالات

نحن نعبد من ؟

2178 2018-10-28

زيد الحسن 

سألت شيخي الذي احترمه لكبر سنه ولوقاره وشيبته الانيقة ، ولجيوبه المليئة بالحلوى التي يوزعها علينا نحن الصبيان دون البنات ، وقت سؤالي كان قبل اربعون عاماً من اليوم ، يا جدو لم خلقنا الله ؟ تبسم وقال لي ؛ من اين اتيت بهذا السؤال ؟ اجبته ؛ وجدته في جريدة اشتريت قطع من الحلوى وكانت الجريدة تلفها .
ناهزت اليوم الخمسون عاماً والشيب اصبح لون شعري ولحيتي ، وما زلت اجهل لم خلقنا ، او بتعبير ادق لم اقتنع بحكايا الكتب ، فقناعتي تقول نحن حكاية الظلام لغرف اللهو الشرعية .
الكتب التي قرأتها عن سبب وجودنا ليست بالقليلة ومن مختلف الاعتقادات وتقريباً الرأي متطابق ، ويفضي الى نتيجة واحدة ، مشتتة ومبهمة بعض الشيء ، ولن اخبركم عنها بل سادع فضول قارئ حروفي يبحث عنها وربما سيجد ضالته ، في ركن قصي من كتاب اهمله .
الكتل الخرسانية الشاهقة التي ننظمها بحديد تسليح عالِ الصلابة خوفاً عليها من الانهيار ، الجسور الرصينة التي نصنع لها اعمدة هائلة الحجم لتحملها وتحمل سياراتنا الانيقة ، نعدها بدراسة وبتخطيط عالِ المستوى ، بيوتنا التي اصبحت اليوم من ثلاث طوابق وربما اكثر ومن الطابوق والاسمنت ، والزخارف والنقوش ، وبلاطها المرمري حتى ننال فيها الهدوء والسعادة ، ملابسنا التي ننتقيها بعناية ويجب ان تكون من ارقى المناشئ لنخرج بابهى حلة ، طعامنا الذي نتفنن في صنعه ونتذوق ما لذ وطاب منه .
مجمل ما اعنيه اننا في هذا القرن يهمنا القشر لا اللب ، نعم القشور هي ما نبحث عنها ونقدسها ، وأني لاخشى من ان اقول نحن نعبد المستحبات دون الواجبات ، خوفاً من شتيمة انالها من احمق .
امة العرب او الامة الاسلامية ماهي حضارتكم الفعلية منذ الف واربعمائة عام ؟ 
ماذا فعلنا لاسلامنا الذي قال عنه رسولنا الكريم سلام الله وصلاته عليه ( اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام ديناً ) ؟ لاشيء فعلناه ولا حضارة لدينا ، وكل افعالنا دمار في دمار وكذب في كذب ، حقيقتنا اننا امة بائسة جل تفكيرها يقع تحت السرة وما بين الفخذين ، ادمغتنا متحجرة وعيوننا فاقدة للبصيرة ، نحن اشطر امة في اطلاق الشتائم والمنابزة وبنشر الفضائح ، نحن امة التخلي عن الفضائل والاكتفاء بما فعله جدي واجدادكم ، وياليتهم فعلوا شيء يستحق الذكر .
تفتك بنا الامراض المستعصية ونلوذ بامة الكفر للعلاج ، نشتهي قتل اخوتنا ونلوذ بامة الكفر نشتري منهم السلاح ، نطلب حماية امة الكفر من ابناء العمومة ، قوينا ارعن وضعيفنا مقتول، حكامنا من اراذل القوم ونحن لهم نمجد .
امتنا اليوم اصبحت فرقاً وكل فرقة تقول نحن الفرقة الناجية ، فمن هي الناجية بحق وكيف نجت وما هو ثمن نجاتها ، ان كانت تعرف نفسها فلتخبرنا ونحن لها مصدقون ، وان كانت ناجية لم لم تمنع الدماء التي تسيل صبح مساء باسم ( الله أكبر ) ،
الله أكبر ولا اله الا الله وحده لاشريك له 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك