حيدر السراي
شاء الله ان يراهن سبايا ؟؟! مشيئة الله ليست عبثية ، لا شك ان وراء هذه المشيئة حدثا خطيرا وامرا جللا ، فالله سبحانه وتعالى لا يسره ان يرى بنات حبيبه محمدا وهن يسرن على اقتاب الجمال ، الا اذا كان لهذا المسير ثمرة عظيمة ستتجاوز عام 61 هج بقرون طويلة ، ولم يتوقع هذا الامر او يتخيله كل الذين عاشوا تلك الاحداث ، نعم هناك حيث اعلنت زينب وهي تغادر كربلاء ان الشعب العراقي سينصب لهذا الطف علما لقبر سيد الشهداء لا يمحى اثره ، وسيجتهد طواغيت كل العصور على اطفاء نوره فلا يزداد نوره الا ظهورا.
تحولت زيارة الاربعين من حدث محلي يمارسه العراقيون كشعائر دينية الى حدث اقليمي وعالمي فاق التصور ، وفي كل عام نرى ان صورة الحدث تتضاعف في حجمها وعمقها ودلالاتها وتأثيرها ، وسيصعب جدا لاكثر الباحثين حذاقة ان يتنبأ بتداعيات وتطورات هذا الحدث في السنة القادمة ، وانني لاستشرف ان هناك سرا عظيما لزيارة الاربعين سينكشف عندما يحين حينه وهو ليس ببعيد ان شاء الله تعالى.
احد جوانب بركة زيارة الاربعين هو القدرة العجيبة على اذابة ترسبات الحواجز النفسية بين الشعوب والقوميات المختلفة ، فطبيعة الشعب العراقي انه يترك كل المعايير الاخرى جانبا عندما يتعلق الامر بزوار الحسين عليه السلام ، فلو ان خادم الحسين في احد المواكب رأى عدوه وهو يسير الى زيارة الحسين لما تجرأ ان يمسه بسوء بل تراه يترك كل ذلك ويسارع لخدمته رغبة في الحصول على رضا سيد الشهداء عليه السلام ، ورغم كل الترسبات النفسية التي تركتها السياسة بين الشعب العراقي وبقية الشعوب الاخرى كالكويت وايران ، الا انها سرعان ما ذابت ببركة هذه المسيرة المباركة ، الحرب العراقية الايرانية التي فرضت على الشعبين الكريمين ، وذهب بسببها مئات الالاف من الابرياء كان لا بد ان تترك حاجزا نفسيا كبيرا بين الشعبين وكان يفترض ان يبقى هذا الحاجز لعدة عقود حتى يزول اثره ، الا ان زيارة الاربعين وعلى غير المتوقع ابرزت الفة عجيبة بين الشعبين المسلمين ، نحن هنا لا نتحدث عن زوال الحواجز النفسية فقط وانما حدوث تأثير ايجابي وارتباط عكسي مع الشعب الايراني وهذا ما تعجز عنه كل المؤسسات السياسية التي يمكن ان تعمل بهذا الاتجاه ، وامامكم مجلس التعاون الخليجي الذي من المفترض ان يجمع ما بين دول تربطها جغرافية وقومية وتشكيلة مذهبية متجانسة ، الا ان ابسط توتر سياسي يظهر بوضوح مدى التنافر بين شعوب هذه المنطقة وقصة حصار قطر ليست بعيدة عن الذاكرة.
مانتوقعه ان زيارة الاربعين ستشكل محور متغيرات كبرى في الشرق الاوسط وهذه المتغيرات ما زالت تنضج على نار هادئة ، اقول ذلك بثقة مطلقة ، ولذلك ايضا فإن مسيرة الحزن الزينبي ستكون نهايتها سعيدة ان شاء الله تعالى.
https://telegram.me/buratha