المقالات

الذخيرة العظمى


تمتلك الشعوب عادات وتقاليد عديدة, قسم منها مرتبطة بالعقيدة, وسم منها مرتبط بممارسات وعادات اجتماعية, وقد تعرضت -بفعل التطور- هذه الممارسات للتغير الكبير, ووصل الأمر إلى أن تموت هذه العادات وتندثر.

عبد الكاظم حسن الجابري

لشيعة أهل البيت ومحبيهم ممارسات وعادات عُرِفت باسم الشعائر الحسينية, وتعد هذه الشعائر في ثقافة أهل البيت من صميم العقيدة ومن اصولها, ودأب الموالون على توسيعها والحفاظ عليها وبذلوا في سبيلها الغالي والنفيس.

كانت ومازالت هذه الشعائر مدارس لتعليم اتباع أهل البيت على الخصال الحميدة, وعلى رفض الظلم والطغيان, فهذه الممارسات -الشعائر- ما هي إلا إعلان لرفض كل أشكال الانحراف والظلم والديكتاتورية, لذا كانت هذه الشعائر تقض مضاجع الظالمين.

حاول الظالمون وعلى مر التاريخ منع هذه الشعائر, وتهديد الذين يمارسونها, والتنكيل بهم, وقطعوا رؤوس وايادي كل من يحيي مجالس الذكر لابي عبد الله الحسين عليه السلام, أو يمارس الزيارة وبقية الشعائر المتنوعة من إقامة المواكب واللطم والنياحة وغيرها, كما حاول أعداء مذهب أهل البيت التلاعب بالشعائر, من خلال تصدير بعض المنحرفين من علماء السوء والضلال لدس الخرافات في الشعائر, ثم محاربتها بدعوى تهذيب الشعائر ليختلط الحابل بالنابل ما بين الدخيل والأصيل, لكن فطنة المحبين ويقظتهم ودور علماءهم كان بالمرصاد لهذه الأفعال ووأدها.

كانت جموع المؤمنين والمحبين وعلى مدى التاريخ أكثر وعيا وإصرارا وحبا لآل البيت عليهم السلام, فلم يسمحوا لأحد أن يعبث بالشعائر, كما لم يخشوا ولم يتخاذلوا ولم يتركوا إحياء الشعائر, رغم قساوة الظالمين وأساليبهم في التنكيل بمحبي آل البيت عليهم السلام.

صمدت الشعائر وبقيت متجددة على مر التاريخ, ولم يك هذا الاستمرار إلا بإصرار الاتباع على الحفاظ على هذه الهوية العقائدية, وكان لعلمائنا الاعلام الدور الأهم والأبرز في حث الموالين على احياء الشعائر, بل كان علماءنا حفظهم الله ورحم الماضين منهم صلبين في احياء الشعائر, ويمارسونا علنا, وكانوا قدوة في هذا الأمر, وكانت وصاياهم تحث على التمسك بهذه الشعائر, ومنها ما قاله سماحة السيد السيستاني دام ظله في خطبة الجمعة من على منبر الحرم الحسيني المطهر بتاريخ 5/محرم/1438 "إن مجالس سيد الشهداء عليه السلام, ومظاهر العزاء له وفق ما توارثه المؤمنون خلفا عن سلف, هي من أعظم ذخائرنا التي لا يمكن أن نفرط بها بل لا بد أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من إمكانات".

شعائرنا هي ذخيرتنا العظمى, ومدرستنا التي تعلمنا منها, ومن هذه الشعائر والمجالس تخرج الأبطال من مجاهدي الأهوار, ومن ابطال الانتفاضة الشعبانية, ومنها تخرج الحشد الشعبي الذي رسم اروع ملاحم البطولة في معركة الحق ضد الباطل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك