المقالات

كربلاء؛ مدرسة اليسار العالمي الأولى؟!

1774 2018-10-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

جلست جماعة من نواب الشعب الفرنسي، من المعارضين للملكية، قبيل الثورة الفرنسية، على يسار رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، فيما جلس مؤيدو الملكية على يمينه!

ومنذ ذلك الحين أصبحت أماكن الجلوس في البرلمانات، تعبر عن مواقف النواب السياسية من الحكومة القائمة، فالذين يجلسون على اليسار؛ هم المنتقدين الراغبين في التغيير، ويتبعهم في موقفهم مؤيديهم ومحازبيهم..وفي البداية؛ كان إذا تغيرت الحكومة، تبدلت المواقع ويصبح اليسار يمينا، واليمين يسارا، دون تتبدل الأفكار!

وشيئا فشيئا صار اليسار منهجا، يعبر عن دلالات الرغبة بالتغيير الإقتصادي والأجتماعي، ثم صار يعبر عن الرغبة بالثورة كمنهج للتغيير، بعد أن أكتشف اليساريون أنهم غير قادرين بوسائل إعتيادية، أن يحدثوا التغيير الذي ينشدونه.

مع أن الإسلام دين واحد، ليس فيه يسار ويمين بالمفهوم الذي أشرنا اليه، إلا أن واقع الحال يشير الى أن ثمة صراع دائم داخله!..

صراع أشار اليه رسولنا الأكرم، صلواته تعالى عليه وعلى آله، مخاطبا أمير المؤمنين علي عليه السلام: ( أنا قاتلتهم على تنزيل القرآن وأنت تقاتلهم على تأويله)، وبديهي أن قتال التنزيل، كانت نتيجته أن أنشأت أمة جديدة، غير تلك الأمة السفيانية الجاهلة، أمة لها قواعد مقعدة، ونظام محكم بمصادر ألهية؛ إلا أن قتال التنزيل كان هدفه الإصلاح في الأمة التي نكثت ومرقت وقسطت، عن جادة الصواب التي رسمها لها مؤسسها..

قتال التنزيل أنتهى بالنصر المؤزر للرسول الأكرم، وكانت النتيجة أن بين أيدينا قرآن (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ  تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)..فيما لم يستطع علي عليه السلام حسم معركة التأويل تماما، لكنه أسس مدرسة للتغيير والإصلاح الدائم، رفع لوائها آله من بعده، وفي مقدمتهم ريحانتي الرسول، الحسن والحسين عليهما السلام..

 الأول عليه السلام؛ قضي مسموما من أجل التأويل المفضي الى التغيير، والثاني عليه السلام، قضي تحت سنابك الخيل هو وأهل بيته وأصحابه، لتتأسس الى الأبد مدرسة التغيير الدائم، التي لن يتنكب عن مسارها، كل السائرين على دروب الحرية والإنعتاق، والخلاص من الظلم والجور..

لقد تأسست مدرسة يسارية ثورية، أوسع مفاهيمية من مفاهيم اليسار الراهنة، ولذلك نقرأ ونسمع لمشاهير الثوار في العالم، كلمات بحق أبي عبد الله عليه السلام، لا تعبر عن عشق فقط، بل أن معظمها قيلت عن إدراك عميق، لأثر المدرسة الحسينية في بناء الشخصية اليسارية العالمية!

كلام قبل السلام: يقول الزعيم الصيني ماوتسي تونغ لمن ابتعدوا عن الحسين عليه السلام: عندكم تجربة ثورية وإنسانية فذة قائدها الحسين، وتأتون إلينا لتأخذوا التجارب؟!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك