المقالات

الحسين ويزيد، ودوائر التجنيد..!

1782 2018-10-22

 

كاظم الخطيب
أمم لا تحدها حدود، حادثة في الوجود، فما هي بالأوطان ولا هي مختصة بزمان، فمنها قديم أزلي، ومنها حادث جدلي، أمم تخلقها المواقف والأحداث، وتلونها العقائد والسنن، وقد تكون نتاجا لملاحم وفتن، تحدد ملامحها التبعية والولاءات، وترسم سياستها المصالح والغايات.
الخير والشر، الفساد والإصلاح، الشرف والرذيلة، السمو والإنحطاط، القناعة والجشع، الشجاعة والتخاذل، المواجهة والغدر، الإيمان كله والكفر كله.. إلتقى جميع ذلك في منازلة دامية، ومعركة حامية، حددت ملامح الموت والخلود، على بقعة تسمى كربلاء.
كربلاء هي تلك البقعة المقدسة التي نزل في ساحتها إمامان، شتان بينهما، أمام بر وهدى، وإمام كفر وخنى، حسين بن علي بن أبي طالب ، ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان، حسين بن فاطمة الزهراء سيد النساء، ويزيد بن هند آكلة الأكباد، حسين ريحانة رسول الله، ويزيد إبن الطلقاء، نزلا في كربلاء ليؤسس كل منهما أمةً ويخط منهجاً.
ضحى الحسين بن علي، بخيرة الأصحاب على مر الدهور، ونخبة الأحباب من نور ونور، وأشرف الإخوان على مدى العصور، أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب، قمر بني هاشم ، كما قدم رضيعه عبد الله قرباناً لله تعالى، وتقع كبده عطشاً، وتكسر فؤاده حزناً على نسائه وعياله، وتلقى الحجارة على جبهته، والسهام في مهجته، والسيوف على هامته، وحوافر خيل الأعوجية على صدره، وحز نحره الشريف بيد الشمر اللعين، وسبي عياله مكبلين، كانت تلك هي مراحل إنتصار الحسين في كربلاء.
وصلت سبايا الحسين إلى الشام، دخلوا إلى مجلس يزيد، وضعوا رأس الأمام الحسين أمامه، أخذ يضرب ثنايا الحسين بمخصرته، وهو يقول..
ليتَ أشياخي ببـدرٍ شَهِـدوا 
جَزَعَ الخزرجِ مِن وَقْعِ الأسَلْ
فأهَلَّـوا واستَهـلُّـوا فَرَحـاً 
ثمّ قالـوا: يا يزيـدُ لا تُشَلّْ! 
لستُ مِن خِنْدَفَ إنْ لم أنتقـمْ
مِن بني أحمدَ ما كان فَعَـلْ! 
هاهو يزيد يعلن على الملأ إنه قد ثأر لأجداده الذين ماتوا على دين الصنم، من خلال قتله لريحانة رسول الله، وكانت هذه بداية هزيمة يزيد بن معاوية.
إنتصر الحسين بن علي بعد أن حز دمه الشريف، رقبة سيف البغي يزيد، ومنذ ذلك اليوم، أسس الحسين دائرة للتجنيد، من خلال النداء الخالد الذي أطلقه في كربلاء( ألا هل من ناصر ينصرنا؟) وتوالت جموع من المؤمنين على اللحاق بركب الشهادة مع الحسين، ومقابل ذلك أسس يزيد دائرة للتجنيد، ولسان حاله يقول (ألا هل من ظالم لمحمد وآل محمد، ألا هل من ناصر لدين الصنم) وتوالى أبناء الزنا ونطف الحيض على اللحاق بركب الظالمين لمحمد وآل محمد والتابعين لهم بإحسان، فكانت عاشوراء صفة لكل يوم، وكربلاء سمة لكل أرض.
أنقضى عصر يوم عاشوراء، وإنتهت رحلة السبي، وكانت بعد ذلك أمة الحسين، وكانت أمة يزيد، وصار حشد شعبي مقدس، وصار داعش.
أمة تهدي إلى سبيل الله، وأمة تدعوا إلى سبيل الشيطان، أمة قدرها أن ترث الأرض ومن عليها، وأمة تضيق عليها الأرض بما رحبت( وما للظالمين من أنصار) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك