المقالات

هل يعود العلوج من جديد؟!

1731 2018-10-14

أثير الشرع

إستخدم التحالف الدولي الجديد، تعبير "Inherent Resolve" على عمليات ضد ما يسمى تنظيم "داعش"، وهو تعبير يعني بالعربية "الحل الذاتي أو الأصيل" وقد تكون العزيمة الصلبة؛ إمتداداً وتكميلاً لعاصفة الصحراء؟ وحرب تحرير العراق؟ ومن جانب سياسي، نرى إن المغزى الحقيقي لهذا التحالف؛ هو البدء بتنفيذ مخطط بايدن، الذي يقضي بتقسيم العراق، وترسيم حدودي جديد للمنطقة عموماً.

في عام 1991 بدأت خطة تدمير العراق، عبر مخططات أعدها البنتاغون، ونفذها بدقة وغباء القائد الضرورة صدام حسين! نعم كان صدام حسين قائداً ضروري الوجود بالنسبة للقوى العظمى؛ لأنه نفذ أجندات أمريكا وحلفائها، في العام 2003 أسقطت قوى التحالف الدولي نظام الدكتاتور صدام، عبر تدخل بري وجوي، وكان الإعلام بقيادة محمد سعيد الصحاف يفند أخبار دخول الجيش الأمريكي الذي أسماه الصحاف"العلوج"! إنتهى دور الطاغية صدام، وبدئت أدوار جديدة لسيناريو جديد.

صمدت المحافظات الجنوبية، وواجهت الأمريكان رغم معارضتها لحكم صدام ونظامه القمعي، بينما إنهارت بعض المحافظات بسرعة، ومنها مسقط رأس صدام حسين، بسبب صدمة ما حصل.

تعاني المحافظات التي يقطنها القادة السابقين في الجيش والأنظمة التي كانت تحمي القصور الرئاسية، من سيطرة داعش، وفسر بعض المحللين والسياسيين أسباب إستسلام هذه المحافظات لداعش جاء نتيجةً للتهميش من الحكومة وعدم إنصافهم، في حين إن هذه المحافظات لم تقاوم القوات الأمريكية بعد دخولها العراق، فهل كانوا مهمشين إبان حكمهم؟! لدينا علامات إستفهام عديدة ضد من يطالب بإستقدام قوات أمريكية الى بعض المحافظات العراقية، أو إعلان المحافظة إقليماً.

الإنفصال وتفتيت اللحمة الوطنية ليس حلاً أبداً، لجميع الطوائف والأديان والأعراق؛ فالوقت لا يصب لصالح الإنقسامات العرقية والطائفية والمذهبية، بل حان وقت التجمعات والتكتلات الكبرى، والعمل الجاد لبناء عراق مزدهر.

القوى التي تهيمن على العالم، إتحادات وليس دويلات، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، الهند، جميعها إتحادات، مكونة من أعراق ومذاهب وأديان مختلفة.

نتسائل هنا: هل نجحت أي جماعة، إنفصلت عن الدولة الأم، في بناء دولة أخرى يٌحتذى بها؟

نجح الكورد بدورهم في الاستقلال عن العراق، وأصبح لهم سفارات وقنصليات واقتصاد خاص بهم، وبرلمان تشريعي يعمل لأقرار القوانين والتوجهات، عبر تصويت داخل هذا البرلمان، دون الرجوع الى البرلمان العراقي الأم.

لا يمكن أبداً أن نحل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بتقسيم الأوطان وتفتيتها إلى دويلات ومحميات صغيرة، تحت مسمى فيدرالي أو كونفيدرالي، هذا ليس حلاً، بل إمعاناً في تدمير الأوطان وإضعافها، بدل أن نضعف بلادنا ونقطع أوصالها، لنحتكم إلى الديمقراطية الحقيقية، القادرة على جمع كل مكونات الشعب العراقي حول طاولة الحوار والنقاش الجاد، ولنصهر الأزمات السابقة ولنذيبها.

لنتقاسم الثروات والسلطات بدل تقسيم الأوطان! فعندما يشعر الجميع بأنهم مواطنون، بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم وأعراقهم، لن يفكر أحد منهم أبداً بالانفصال أو الاستقلال، بل سيدافعون جميعاً عن الوطن يداً واحدة، ولا داعي لدعوة العلوج مجدداً!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك