محمد كاظم خضير
في 17 من تشرين الثاني 1982تزهر اشجار اللوز وتتفتح ازهار الاقحوان وتفوح رائحة الياسمين ، السهول تكتسي بثوبها الاخضر والبحر أمواجه تتهادي بلونها ألازوردي يطفو عليها رذاذ موجه الآفل ، اليوم 17من تشرين الثاني 1982 من شباط تبدأ القات بالبحث عن موطن دفيء فتلتقي على مقربة من جدار أو تحت شجرة النخيل ، اليوم 17من تشرين الثاني تنساب متدفقة مياه شلالات جبال اربيل في جداول تسقى سهول البلاد العراق العطشى ، ، اليوم يتجدد الامل في17من تشرين الثاني 1982، شهر العطاء المتجدد الذي اختاره المقارعون لنظام البعث مناسبة في ذكرى تأسيس مجلس الأعلى الاسلامي يحتفلون اليوم في كل مكان يتواجدون فيه وكل بطريقته وظروفه التي يعيش بذكرى التأسيس37 ومعهم يحتفل كل الاحرار والوطنيين العراقيين تقديرا لدورهم وكفاحهم المجيد ضد البعث الاجرامي على مدار 35 عاما من الميلاد و 37 من التأسيس ، في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة عقود وثمانية أعوام تمكن العراقيون الذي خاضوا كفاح طويلا و نضالا دؤوبا لم ينقط ضد البعث قدموا خلالها تضحيات جمة من أجل التحرر العراق من النظام البعث الاجرامي ومن اجل العدالة الغائبة في العراق ، ولم يغب عن بالهم يوما أهمية ضرورة أن يكون لهم حزب عراقي يطالب بحقوقهم ويقارع البعث الى أن تمكنوا من تحقيق ذلك بعد جهد طويل حيث توحدوا عن طريق مجلس الاعلى الاسلامي العراقي مدافع عن العمال والفقراء والفلاحين وعموم العراقيين
.. في 17من تشرين الثاني من عام 1982 ظهرت باجلال قيادته الشهيدة المؤسسة، ممثلة بسماحة شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، وبحامل راية قيادة المجلس بعده شقيقه ورفيق دربه حجة الاسلام والمسلمين السيد عبدالعزيز الحكيم (رحمه الله) وأخوانهما من العلماء والقادة السياسيين الذين انطلقت على أيديهم.. في مثل هذا الشهر قبل 35 عاما.. هذه المنظمةِ التي أسهمت بحيوية جهادِها ونضالِها ضدَّ الدكتاتوريةِ إلى جنبِ الفصائل الوطنيةِ والإسلامية الأخرى.. بفتح آفاق جديدة لأنتصار شعبنا على النظام البائد من أجل تحقيقِ الحريةِ والكرامة والديمقراطية لشعبِنا وبلدنا، رغم الظروف القاهرة التي كان يرزح فيها العراق آنذاك
، ولد المجلس الأعلى الاسلامي مدافع عن حقوق الشباب ومنحازا للمرأة وحقها في المساواة ، مجلس الاعلى الاسلامي ينشد التحرر العراق والديمقراطية والعدالة الاجتماعية أسسه وقاده بواسل وانتسب لصفوفه مجاهدين اشداء ، لمقارعة البعث انتسبوا للمجلس في أقسى الظروف ,اشدها صعوبة ورغم ما تعرضوا له من تنكيل ومحاولة تكبيل حافظوا على الهوية الفكرية للحزب باعتماد المنهج شهيد المحراب قدس سره ، مجاهدين مثقفين مجاهدين زادوا من علمهم وثقافتهم التي صقلوها في السجون والمعتقلات البعث فكانوا مناضلين ومثقفين تقدميين مجاهدين يقولون الكلمة فتحترم من كل الشعب العراقي الذي أحبهم فحملهم الشعب في سويداء القلوب ولم يخذلهم ففتح لهم بيوته إبان سنوات القحط والمطاردة العجاف ، ناضلوا بدأب وإخلاص فحملوا المجلس الأعلى الاسلامي من مربع الى مربع أكثر فعالية رغم المعاناة ، وعلى كواهلهم تقدم المجلس وتعززت مكانته في مجمل الحياة السياسية العراقية ، مجلس الاعلى تميز من الميلاد وحتى التأسيس بأنه الاكثر تنظيما والأكثر فعالية في كل المجالات ، مجاهدين نستذكرهم الان ونقول أين هم الان ،، هم غابوا ، رحلوا عنا بعد أن غيبهم الموت بعد رحلة المعاناة الطويلة في المعتقلات والسجون البعث وفي المقابر الجماعية وما الم بهم من مرض جراء عناء المطاردة والملاحقة من البعث وتحمل الاعباء من كل حدب و صوب مثل السيد المرحوم عبد العزيز الحكيم ، رحلوا لكن بصماتهم ما زالت حاضرة نستمد منها بقايا البقاء ، بصماتهم بقيت من تاريخ ناصع لهذا المجلس الأعلى الاسلامي الذي نحب ، بحيث يعد هذا التاريخ وتلك الصفحات الناصعة من العطاء والتضحية لتكفي لنعتبرها جواز مرور صالحا للعبور في كل المراحل خصوصا للمرحلة القادمة بكل تعرجاتها وظروفها وتعقيداتها المتشابكة، هم رحلوا ونستذكرهم اليوم لكني أتسائل وأنا في موقع المسؤول ايضا ألم يحن الوقت للحفاظ على ما تركوه من إرث وصفحات عز نفتخر بها،، وهل يكفي أن نفتخر ونعتز ثم يمضى بنا القطار الى محطة لا نعرف الى أين؟
إن هذا يفرض علينا في مجلس الاعلى العراقي ونحن نحيي ذكرى إعادة التأسيس لأن نقرع الجرس و نقف مع الذات لنرى أين اصبحنا وكيف هو حالنا اليوم ، على نهج شهيد محراب نقف اليوم دون أن نذهب الى مربع جلد الذات ، أسئلة عديدة تفرض نفسها على المستويات كافة السياسية والجماهيرية والفكرية والطبقية والتنظيمية بطبيعة الحال أسئلة لن ينفع القفز فوقها أو تجاوزها والهروب منها بأي اتجاه ، أنها أسئلة الوفاء لمجاهدين رحلوا نستذكرهم اليوم مجاهدين اختاروا أيضا أن يسلموا راية المجلس طواعية لجيلنا فماذا نحن فاعلون ،إنها أسئلة المواطن والعامل والكادح ، الفلاح والطالب ، الشاب المرأة والمثقف التقدمي، إنها أسئلة كل الذين الذي يبحثون في دهاليز الاحزاب عن ما يحقق آمالهم في التحرر والاستقلال والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتحرر من البعث الجديد أسئلة يبحث عن إجابة لها كل من صدمه واقع الحال على الساحة العراقية ،إنها اسئلة لكل من يبحث وهم الغالبية العظمى من شعبنا عن قارب نجاة يعبر على متنه هذا النهر الهادر فهل سنكون ؟ وحتى نكون لابد بد من عمل الكثير ، ذلك الكثير هو عمله المجاهدين من قبل في ظروف أصعب ومراحل أدق من هذه التي نعيش لكنهم عملوه دون كلل أو ملل فتحملوا أعباءه بصمت وأوصلونا الى هنا . في ذكرى أعادة التأسيس أقول أن الاوان قد حان ولم يمضي القطار بعد،،
وفي الخاتم نتقدم بأحر التهاني إلى الأخوة في المجلس قيادات وقواعد بهذه المناسبة، فإننا نحيّي ونقدّر التضحياتِ الكبيرةَ التي قدمها قادة المجلس الأعلى الإسلامي.. ومجاهدوه ومؤيدوه.. من أجل الأهدافِ الوطنيةِ السامية.. طيلةَ سنواتِ الكفاح ضد طغيانِ الدكتاتورية وغطرستها وتعسفِها. كما ننظر باعتزازٍ إلى الدور الحيوي للمجلس الأعلى الإسلامي.. في عملية البناء السياسي السلمي للدولة العراقية في أعقاب اندحار الدكتاتورية.. والشروع ببناء دولةِ المؤسساتِ الديمقراطية.. فضلا عن المساهمة الحيوية في تعبئة طاقات شعبنا لدحر عصابات داعش الارهابية.. وتطهير بلادنا من رجسها.
تلك المسيرة النضالية والتضحيات المشهودة التي تصدى لها المجلس الأعلى جنبا إلى جنب مع القوى العراقية الوطنية الأخرى، كانت تعبيراً عن ادراكٍ حقيقي، لضرورة المضي بعزمٍ.. لتحقيق طموحات شعبنا بالأمن والتقدم والازدهار والحرية.. مهما تفاقمت المشاكل والصعوبات الموروثة أو الطارئة.. ومهما واجهت العمليةُ السياسية من تحديات وصراعات عنيفة أحيانا.. على طريق التقدم الفعلي لتثبيتِ أركانِ الدولة العراقية الجديدة.. على أسسٍ ديمقراطية أكيدة
https://telegram.me/buratha