المقالات

دولة"الدعاة" العميقة تُغَيِرُ جلدها..!

2270 2018-10-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

حينما أزيل صدام وطغمته عن وجه العراق، في التاسع من نيسان 2003، لم يدر في خلد اي عراقي، أنه سيأتي من هم أكثر شؤما منه، فقد كنا نتوقع أنه وبعد أربعة عقود، من حكم دولة القرية، أنه قد أقبل علينا أناس، مختلفين تماما عن أبالسة البعث، أُناس ألسنتهم تُغرد بالديمقراطية وحب الوطن؛ بعيدين كل البعد، عن شعارات( حياك أبو عداي) و(وياك يا ابو حلا)، ولايحتكرون عقولنا بما تشتهي أنفسهم.

قلنا حينها أنه جاء "الملائكة الجدد؛ " بعد سقوط" أبليس الكبير"، بأشياء لم نعهدها مِن قبل، كالحريات، والعدالة، ونظريات مستقبلية، وخطط تنموية، ورؤى مشتركة، وحقوق الإنسان..ولطبيعة الحظ القاسية، وسخرية الأزمنة السوداء؛ لم نتعرف على هذه الأشياء مٍن قبل، ولم نفرق؛ هل هي نوع من أنواع الأطعمة،  أو آلات تستخدم في المنازل، أم أنها "سلع " made in U.S.A ؟!

لكن " ملائكة الدعاة" ولفرط ذكائهم، لم يُظهروا كل شيء على الملأ، بل كان هنالك أسرار وخفايا، أسدل عليها ستار غليظ، وكانت المنطقة الخضراء حصنهم المنيع، فكل شيء خلف كتلها الكونكريتية سري، لكن ومن خلال أسلوبهم في قيادة الدولة، وتلاقفهم مواردها تلاقف الكرة، أخذت تلك الأسرار، والنوايا تظهر للعيان.

لأنهم حفظوا الدرس البريطاني القديم جيدا ، "فرق تسد"، كان من بين ما عملوا عليه بقوة، هو تفريق العراقيين طرائق قددا، لم يستطع العراقيين أن يحركوا ساكنا، لتحشيد جهودهم لكشف المستور؛ بل كانوا يصغون بتمعن لتلك الممارسات، حتى عِلقوا بحبائل "الدعاة"، وغرقوا في بئر دولتهم العميقة..!

حينها أكتشفنا أن الأمل والتفاؤل؛ لم يعد لهما وجود، في حياة العراقيين الشائمة منذ فجر الخليقة؛ فقد رُقن قيدهما؛ يوم إن نزل إبليس على أرض العراق، ولم تعد في أفق المستقبل بوارق لهما؛ ما دام"الدعاة الأبالسة" قد كشروا أنيابهم الحادة على مقاليد الحكم، في الأرض التي هبط فيها أبليس من الجنة، والتي أسمها العراق!

ما يشغل المسافة بين " ملائكة السياسة" والأتباع؛ طبقة تضم أكاديميين، وصحفيين، وباحثين سياسيين، وهؤلاء هم العقل النابض للمجتمع، ألا أن هذه الطبقة أصيبت بمرض عُضال، ناتج من تراكمات الماضي البعيد، والقريب، وإنحصر دورها بالإتباع وليس الإبداع؛ لِيوظفوا معارفهم، وعلومهم خدمةً لـ"الدعاة" الذين تبين فيما بعد؛ إنهم أبالسة كِبار!

هذه الطبقة هي "الدولة العميقة" للدعاة، التي ستتغير توجهاتها وميولها؛ بتغير الأنظمة، كلما وجدت أحضان دافئة، لتحافظ على وجودها وتماسكها، ولِتنفيذ ما يدور في جماجمها، في سبيل ديمومة البقاء في قمة الهرم؛ مقابل الرفاهية والدنانير، التي تمتعوا بها على حساب مجتمع مُحطم، عملوا هم و"دعاتهم الأبالسة" وبلا هوادة، على زيادة تحطيمه ليخلو لهم وجه العراق!

بعد خسارة"الدعاة الأبالسة" الكبرى في الأنتخابات الأخيرة، سيعملون بلا كلل أبقاء دولتهم العميقة، التي بذلوا أموال العراق المنهوبة كلها على إنشائها، وسيحاولون رسم صورة وردية عن زمنهم، وسنسمع ما يسبب لنا صداعا رهيبا، عن "تضحياتهم" وعن "تاريخ حزبهم"، الذي قتلوه ودفنوه هم بأنفسهم، وسيخوضون معارك إعلامية طاحنة، وسيرجمون مخالفيهم بوابل من الشائعات!

كلام قبل السلام: الأخطر من كل ذلك، هو أن أفراد دولة الدعاة العميقة؛ سيغيرون جلودهم بسرعة، وقد بدأوا بذلك فعلا..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك