المقالات

السياسة ومعادلة الوقت + العمل= صفر..!

1788 2018-10-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

من المؤكد أن العقل البشري؛ قد توصل إلى أن اختصار المراحل أمر ممكن، بيد أنه توصل أيضا، الى أن  إلغائها أمر مستحيل تماما.

الصورة العملية لاختصار المراحل، يمن أن تتحقق بأختصار الوقت، فالوقت يمكن أن نضغطه بالجد والكدح، وبإستثماره إستثمارا أمثلا، وفي هذه الحالة؛ فإن ما ينجز بسنة، يمكن أنجازه بستة أشهر مثلا، لكن بالمقابل؛ لا يمكن أنجاز عمل بوقت مقداره صفر، أو وقت ملغي!

المعادلة الصحيحة التي يقبلها العقل؛ هي أن الوقت يساوي العمل، وما يمكننا التحرك في هامشه، هو فقط في سبيلين، أما تقليل حجم العمل أو تقليل الوقت.

في حالتنا العراقية؛ تصرفنا بالضد من هذه القاعدة؛ على الرغم من كونها منسجمة مع المنطق السليم، فلقد مططنا الوقت حتى بات يقترب من اللانهاية، وقللنا حجم العمل المنجز حتى بات يساوي صفرا!

في هذا الصدد؛ يقول الذين كتبوا في نظريات السياسة، أن السياسة تصنف إلى أربعة أصناف، إستنادا إلى تعريفها الشائع ،والمتمثل بوصفها فن الممكن.

هذه الأصناف الأربعة، مربوطة بعلاقة السياسة بالزمن هي؛ أن السياسة فن الممكن فى الزمن الممكن، والمنطلق من مفهوم مؤداه: ليس في الإمكان أحسن مما كان، وهي سياسة واقع الحال، التى تتعامل مع الواقع بإفراط، فتدور فى إطاره ولا تخرج عنه، وهى سياسة مصنوعة وليست صانعة، مخلوقة و ليست مبدعة، خالية من الصراع مع عصرها، فهى تبغى الاستقرار والاستمرار، وتتفادى الصراع؛ وتميل للتنازلات والحلول الوسط...

الصنف الثاني من أصناف السياسة؛ عكس الأول تماما ونقيضه العملي، وهي فن المستحيل فى الزمن المستحيل، وهو "سياسة الوهم السياسي"،  والمحاولات الحثيثة بلا طائل لتسويقه، وكما هو ظاهر، فإنها نقيض سياسة فن الممكن في الزمن الممكن، ولكنها تتطابق معها في الفشل والعجز، فسياسة فن المستحيل في الزمن المستحيل، تعني تجاهل حقائق الوضع الكائن، تمسكا بأحلام وهمية، وبشعارات ايدلوجية مستحيلة التطبيق، وقد يكتفي السياسي من هذا النوع بالشعارات والحملات الكلامية والمزايدات الدعائية، دون ان يجرؤ على محاولة تطبيقها علي الواقع، فيظل معزولا عن حركة الاحداث...

بقي نوعان من السياسة، يلعبان في مساحة التضاد بين التطبيق الإمكانية والأستحالة، وبين الزمن الأستحالة والأمكانية، ويمكن أن نعبر عنهما تحت عنوان "سياسة المشروع الخلاق" ..هي سياسة فن الممكن في الزمن المستحيل، و سياسة فن المستحيل في الزمن الممكن ..

كلام قبل السلام: الجمع بين النوعين؛ هو ما يتعين أن نقاربه، بهمة وإقتدار ومسؤولية بعد الأنتخابات، حتى لا نخسر المستقبل، وحتى لا يلعننا ابنائنا وأحفادنا..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك