أثير الشرع
أثار وزير الداخلية العراقي الأسبق باقر جبر الزبيدي موجة من التساؤلات؛ بعد نشره بياناً يشير إلى عِدة قضايا أهمها: دعوة الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تشكيل حلف عربي يسمى "الناتو " على غرار حلف شمال الأطلسي، ليتكون هذا الحلف من دول الخليج، الأردن ومصر ويبدو إن الهدف من تشكيل هذا الحلف هم الشيعة في كل مكان، وإيران التي تعتبر الدولة الوحيدة الداعمة للشيعة.
إن دعوة السياسي العراقي باقر جبر الزبيدي، الى تشكيل قوة عسكرية مسلحة قوامها "3 ملايين مقاتل"، أثارت حفيظة الدول التي تتأهب لتشكيل قوات عربية تحت مسمى "ناتو عربي"؛ نهاية العام الحالي، حيث دعا العراقيين والعرب ومن جاورهم الى التهيؤ لحرب قادمة، والى توسيع وتأسيس جيش عقائدي وتطوير الحشد الشعبي والعشائري، ليكون الركيزة الأساس لحماية العراق ومحيطه ممن أسماه "الشرْ القادم من خلف البحار".
وإن الدعوة الى توسيع دائرة وقوام الحشد الشعبي الشيعي والحشد العشائري السني والتركماني والمسيحي وكافة الأطراف التي ساهمت بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، يعتبرها البعض تخويف وتأجيج؛ وهي بالحقيقة عكس ذلك، وتحمل أبعاد لمصلحة الشعب العربي وليس فقط الشعب العراقي؛ لأن من أسماهم "الزبيدي" قوى الشر، سيأتون للسيطرة على كافة بلاد العرب كما فعل المغول والتتر وقبلهم قوى الإحتلال التي عاثت بأرض العرب فساداً وظلماً وجوراً، وزرعت بذرات خبيثة تتمثل بهؤلاء الذين يساندون الغرب وينفذون أجنداتهم، وفي عروقهم دماء غربية تعادي العرب وتمقتهم.
كما أن الهدف ليس العرب فحسب، بل جميع الدول التي تعارض سياسة الولايات المتحدة، وتقف بالضد من محاولاتها لفرض قرارات تخدم الولايات المتحدة وتسيء لهذه الدول، وإذا ما وقفت روسيا، إيران، الصين وقفة رجل واحد بوجه الإستهتار الأمريكي، فستذعن الأخيرة ولن تنتصر، ولن تستطيع الولايات المتحدة وحلفائها من فرض قرارات لصالحها، وتحديد أسعار النفط العالمي وفق مصالحها وأهوائها.
"يا سلمان إدفع تأمن" ! شعار رفعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علناً، يطالب ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بدفع الأموال مقابل حماية الجيش الأمريكي للملك السعودي وحاشيته، نعم. آن الأوان أن تعي دول الخليج بأنها مجرد محمية أمريكية دون سيادة، عدا سلطنة عُمان التي قد يبتعد سلطانها عن الإملاءات الأمريكية ومن حالفهم.
أن المخطط العدائي الخطير الذي نوه عنه السياسي العراقي باقر جبر الزبيدي، حقيقة واضحة ستتضح خيوطها بعد الإنتهاء من توقيع الإتفاقية على إنشاء ناتو عربي في ديسمبر المقبل، وأن التنويه بأن دول الخليج ستكون ساحةً للصراع ومحرقة للحرب القادمة، واقعة لا محال وعلى جميع المعنيين إتخاذ كافة الإحتياطات العسكرية والأمنية؛ للوقوف بوجه الشرْ القادم من خلف البحار.
https://telegram.me/buratha