قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في تراثنا الشعبي أن أخوين؛ يسكنان دارا واحدة تركها لهما والدهما بعد وفاته، وأن لهما جار شرير..في أحد الأيام أغار الجار على دار الأخوين، فقعد أحدهما ودافع الآخر عن الدا،ر حتى إذا رجع الجار الى داره، عرض عليه الذي قعد، أن أعينك على أخي، و تأخذ الدار على أن تبقيني فيها خادما، فانتبه الذي دافع فحبس أخاه، وقال للجار إلي نتفق على خير جيرة ممكنة!
عاب الناس على الذي دافع؛ كيف يجلس مع الجار الشرير الذي أغار! ولم يعيبوا على الذي قعد، لان النذالة من طبعه، ولكنهم غفلوا أن لو نال الذي قعد مأربه، للقي الذي دافع هلكته!
هذه الأيام ثمة معركة حامية الوطيس، على مواقع التواصل الأجتماعي، طرفاها جمهور كل من كتلتي (الإصلاح) و (البناء)، المعركة تكاد تصل الى كسر العظم، فالصديق يعيّر صديقه، وينبزه بأشد الأوصاف سوءا؛ بل ويخوّنَه، ووصل الامر بهم أن يفسقوا بعضهم بعض !
فالأول يعيّر الثاني بالتحالف مع الخنجر، والثاني يعيّر الأول بالتحالف مع النجيفي والمطلگ، وأغلب المنتقدين انشغلوا بالهوامش والتسقيط، من دون تقديم بديل واقعي، للسيناريو المفروض إتّباعه في تشكيل الحكومة!
بدت الصورة وكأن الجمهور الشيعي وليس السني، هو الذي أنتخب الخنجر والنجيفي والمطلگ والبقية المعروفة للجميع
هذا هو الواقع ..وهذه هي الساحة السياسية بكل عناصرها وإسقاطاتها وتداعياتها، وتشكيل حكومة من مكون واحد أمر مستحيل تماما، والبحث عن ساسة سنة على مقاس الشيعة، كالبحث عن ماء في صحراء الربع الخالي، وهات الشاطر الذي يمكن أن يشكل حكومة، بمعادلة ناجحة ويفرض شروطه.
تحالف الإصلاح وبضغط أمريكي واضح، مصر على العبادي، فيما تحالف البناء يريد تغيير الوضع، الى حكومة مكونات، ضمن محور أو مشروع مقبول وطنيا؛ ويعتقد أن ذلك هو الحل الوحيد.
هذه هي السياسة، إنها تقتضي الحوار وجلوس الغرماء بعضهم الى بعض، وأن عليهم في نهاية المطاف؛ أن يتوصلوا الى تفاهمات، والتفاهم لا يتم التوصل اليه، بتجييش الجيوش الأليكترونية؛ عبر صفحات الفيسبوك المليئة بالتسقيط والشتائم..
في قصة العداء الذي بدأ يستحكم؛ بين جمهور كل من كتلتي البناء والإصلاح، ليس هناك من داع لتخوين طرف؛ وكأن الطرف الآخر ملائكة، لأن الحقيقة الكاشفة عن نفسها، أن كل شيء في واقعنا قابل للتلوث، وأكثر الأشياء تلوثا، هي صفحات الفيسبوك، التي جعلتنا نكره بعضنا بعض، وأن نتحول الى صفين متقابلين، بعد أن كنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص، وربما هذا هو السبب الرئيسي لإطلاقها مجانا!
ثمة سؤال محرج بعض الشيء؛ ايهما اشد خيانة: المتحالف مع القاتل المحلي، ام المتحالف مع سيده الذي زوده بالسلاح، وامره بقتل ابناء البلد..!
كلام قبل السلام:من يأبي اليوم قبول النصيحة التي لا تكلف أي شيء؛ سوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف، الذي سيكلفه أغلى ثمن..!
سلام..
https://telegram.me/buratha