محمد كاظم خضير
فإنني أتوقع من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أن يفاجئنا بحلول جذرية شاملة للأزمة؛ أن يفاجئنا بأنه تخلى نهائيا عن هذا السبيل؛ وأنه بصدد الدعوة لحوار شامل؛ يضم الجميع ولا يتجاوز أحدا. الشعب العراقي شعب طيب، ولا يحب الحلول الإقصائية. ويفضل الحلول التوافقية المشتركة. وكل حل لا يأخذ برأي الجميع وموافقته، فقد يبقى آثارا للتصعيد، وثغورا للمفاجآت، وحججا للمتربصين.
ما تتوقعه كل العراقيين ، سيدي الرئيس ،
الوزراء عادل عبد المهدي هو الدعوة إلى حوار شامل، يجمع كل العراقيين ، بأحزابهم وهيئاتهم وتشكيلاتهم السياسية والنقابية والمدنية؛ وأن يتفقوا على ما يرونه الصالح من دون شروط أو إملاءات. فإن تك المصلحة العامة هي التي تجمعهم، فلن يستطيعوا إلا أن يتفقوا على أجندة واحدة من دون إقصاء ولا تجاوز...
إنني أرى، أن على الرئيس الوزراء أن يبادر إلى هذا، وأن لا يسمع للذين يحثونه على التسرع والإقصاء.
الرئيس الوزراء رئيس للجميع، وفوق الجميع، وليس عليه أن ينتصر لنفسه . .
. من المناسب للرئيس الوزراء الآن، أن يعرف أن هذه فرصة ملائمة لإعادة ترتيب البيت العراقي الداخلي. وأعني هنا مؤسسة الدولة، وكذا الحكومة، قبل أن يدعو إلى حوار شامل يشمل جميع أطياف الشعب العراقي.
على الرئيس الوزراء أن يفهم أنه لا بد لأحد أن يتحمل المسئولية في هذا التدهور الأخير.ولا بد له أن يحاسب المسئولين عن هذا سواء من الاحزب أو الحكومة (لا يتحمل أحد المسئولية خارج هاتين المؤسستين).،..
ثم هناك السيد الرئيس الوزاء شيء يجب أن تعلمه.. الأحزب مؤسسات سياسية ويلزم أن تكون لها القدرة لتأطير الكادر السياسي أصبحت تتحكم في اللعبة السياسية. هؤلاء البرلمانيون أدركوا أن منصب رئاسة الوزاء منصب قوي ،مع برنامج أو قوة أو تأثير في الميدان أو في الواقع. فالحكومة يجب أن تعكس مراكز النفوذ ومراكز القوى في الاحزب. ونحن هنا في العراق ؛ الحزب في شأن، والحكومة في شأن آخر.. الحكومة يلزم أن تكون سياسية تمثيلية، ويلزم لمراكز القوى الحزبية أن ترى نفسها في الحكومة. هذا في كل الكون المعمور، والعراق لا يمكن أن تكون استثناء وحدها. فإن كنا نتكلم عن حكومة ديمقراطية، فيلزم أن تكون تمثيلية لمراكز القوى في الحزب الذي تمثله. لا أن تكون حكومة من رجال لا يعرفون السياسة ولم يكونوا من خدمة العمل السياسي في الماضي ولا حتى في الحاضر..
البرلمانيين رجال سياسة، بذلوا أموالهم وجاههم في التصدي للشأن العام،ونالوا ثقة الشعب، ويتولون كثيرا من شؤون الشعب وحاجاته. يلزم أن يكون لهم دور في قيادة العمل السياسي. إن لم يروا أنفسهم، وهذه هي الحال، منذ بعض الوقت، فسيحاولون التعبير عن ذلك بحسب استطاعتهم. ..
ما عليك السيد الرئيس الوزراء هذا اليوم هو ترتيب البيت الداخلي العراقي إصلاح البلد، وتمكين قيادته المقبلة من الأدوات والصلاحيات لقيادة البلد بشكل قوية، تمسك بالعصا بشكل سياسي مهني، وتمكين مراكز القوى المختلفة في الحزب وحسب تمثيلها الشعبي من أن ترى نفسها في الحكومة. والحكومة يلزم أن تكون تمثيلية للحزب والأحزاب المشكلة للتوليفة لحكومة.
لا ضير إن تراجع الرئيس الوزراء عن بعض ما سبق من قرارات أهمها الخصصة. أنت الرئيس الوزراء وهؤلاء رجال سياسة، وطبعا كل هذه الألاعيب بهدف شيء ما. أفاوضهم عليه، وأساومهم ومااتفقت عليه معهم أنفذه. هذا في كل العالم، لن نستطيع نحن أن نكون استثناء.
لا يجوز أن تسمع إلى الذين يودونك أن تنخرط في حملة من تصفيات الحسابات مع النواب أو غيرهم من مراكز القوى التقليدية القوية. أنت تحتاج هؤلاء في الحاضر وفي المدى القريب؛ وأي ثغرات، مع هذا الاستقطاب لن تستفيد أنت منه، ويؤدي في فترة ما، إلى مظاهرات لا يعرف أحد إلى أن يضع البلد!؟
لا تحتقر رجال السياسة، سواء شيوخا أو نوابا؛ ومكّن لهم، فلن تحكم بغير مؤازرتهم وحججهم، ولا يمكن أن تعتمد على حكومة غير سياسية، ولن يمكن للنظام أن يصمد فقط بقوة القبضة الأمنية. فمع الأيام، ومع تراكم غضب أهل السياسة ورجالها، وتهميشهم، فليس بالإمكان توقع القادم.
من المرجح جدا أنك لن تقرأ لها، وحتى لن تسمع به.. لكنني قرأته وسعيت أن أسمعكه.. ولا شك أنه ربما كان أحد من جوارك قد أشار إليك بشيء من هذا. أتمنى أن تسمع للتعقل والتبصر وأن تعرف أن البلد هش، ولا يحتمل السير في طريق الأجندة الأحادية لفترة طويلة.. لقد قلت قولي هذا... والله شهيد، والقراء شهد
https://telegram.me/buratha