المقالات

هل ستتمكن السعودية من دفع التكاليف كاملة مع الأرباح؟!

1704 2018-10-03

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

في أوائل سبعينيات القرن العشرين،  أسَرَّ الملك السعودي فيصل إلى كبار، أعضاء العائلة المالكة، تخوفه من أن يكون مصير المملكة، كما انتقلت من «ركوب الجمال إلى ركوب الكاديلاك في غضون جيل واحد...أن يعود الجيل القادم إلى ركوب الجمال مرة أخرى».

اليوم تبدو تحذيرات الملك السعودي؛ أكثر حضوراً من أي وقت مضى، إذ لاشك أن البوصلة الأمريكية تجاه بلاده والمنطقة قد تغيرت، فقد تكشف للعالم أجمع، أنه يقف إزاء مشكلة كبرى، تتمثل بتراث تكفيري ترعاه مملكة آل سعود، المدججة بآلاف المليارات من الدولارات المعفرة برائحة الدم.

عالميا، و"بفضل" هذا التراث فإن الإسلام اليوم، رديف للإرهاب والموت والدمار والتخلف، وأسمك محمد أو حذيفة، أو عبد القادر، مشكلة لك في مطارات العالم، وستخضعلأسئلة وشكوك وعزل وتحقيق وتدقيق، وإذا كنت شرق أوسطيا بلحية إسلامية، ستفترسك عيون ضباط الجوازات، وكأنك قادم من مجاهل التأريخ!

إسلاميا؛ يتضح جليا أن ما يجري على أرض بلاد الإسلام من نكوص، ليس إلا تطبيق لمفردات المشروع السعودي، بهدفه النهائي؛ المتمثل بنشر العقيدة الوهابية التكفيرية، ورغم إدعاء القادة السعوديين خدمة الحرمين الشريفين، إلا أنهم باتوا عراة أمام العالم الإسلامي، فقد قدموا خدمات كبرى لأعداء الإسلام، وتحقق على يدهم، ما لم تستطع الحروب الصليبية، أو الصهيونية العالمية، تحقيقه من إنتصار كبير على الإسلام!

اللافت أن تزاوجا حصل بين هذا المشروع، والمشروع الأمريكي في الهيمنة على المنطقة، كوسيلة لتأمين وضع إسرائيل،  وباستثناء مرحلة توتر محدودة مع الادارة الاميركية بعد تفجيرات 11 ايلول، فان السعودية انخرطت وذابت في المشروع الأميركي، ووظفت لخدمة نجاحه، جميع إمكاناتها وعلاقاتها ونفوذها، على المستويين العربي والإسلامي، ومع ذلك فإن البوصلة الأمريكية لم تبق على حالها، متجهة نحو السعودية!

لماذا؟!

في العراق تحمل الشيعة وصبرهم فاق التصور، وهاهم يكتسحون داعش تلك الصناعة السعوأمريكية السيئة، فيما محور إيران ـ روسياـ سورياـ حزب الله، قَلَبَ الأحتمالات رأسا على عقب في سوريا، في اليمن والبحرين؛ كان غليان المرجل أكثر من المسموح؛ فضلا عن تصاعد تأثير البراغماتيين في القرار الأمريكي.

 كل ذلك أجبر أمريكا أن تراجع حساباتها، وتعيد بناء تصوراتها من جديد، ولذلك الغواإتفاقهم النووي مع إيران، ولذلك أنتخبوا "ترامب"؛ وها هو يتحدث عن أفق جديد للسياسة الأمريكية في المنطقة: "إذا تريدون جيوشنا وأساطيلنا لحمايتكم، فإن عليكم أن تدفعوا التكاليف كاملة مع الأرباح"!

كلام قبل السلام: "ترامب" وهو رجل أعمال ناجح، لم يحدد نسبة الأرباح، فضلا عن أنه لم يقدم فاتورة تفصيلية،لذلك سنشهد قريبا تحولا دراماتيكيا في البوصلة الأمريكية، مؤداه حلب آخر دولار في جيب السعوديين!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك