زيد الحسن
يعيب علي رفاقي يأسي وقنوطي واستفراغي للصبر ، عن العملية السياسية ومخاضها ، ويستكثرون علي التغني بما قاله الشاعر الكبير الرصافي رحمه الله ، في اروع ما نظم من قصائد وكأنه يعيش بيننا اليوم ،
( أن ديك الدهر قد باض ... ببغداد وزارة ) .
أول مأخذ سلبي اخذته على اعضاء البرلمان هو العسرة في اكتمال نصابه ، فغياب عدد كبير من اعضاءه عن الحضور يعد استهتاراً ما بعده استهتار ، وخصوصاً ان الشارع يغلي غليان البركان ، ويترقب وينتظر تشكيل حكومة ترفع عن عاتقه هذا العبء الثقيل ، يأتي سيادة النائب بكامل اناقته وعطره الفواح ويتجه الى بهو البرلمان ، يأكل ويشرب ما لذ وطاب حتى تناله التخمة وينسى حضور جلسة البرلمان .
كم اتمنى ان اكون مخطئ تماماً ، وتتشكل حكومة وطنية قوية تنهض بمستوى ادائها ، وتحقق ما تصبوا اليه احلام الفقراء ، احلامنا بسيطة جداً في عيش كريم وبأبسط الامكانيات ، نوافق على عمالة البعض ، وعلى غطرسة البعض ، وعلى ثراء البعض دون وجه حق ، فقط دعونا نعيش .
كل دول العالم لها دستور محترم ، ونظام يضمن للجميع عدم الوقوع ضحية ظلم او تعسف ، الا العراق دستوره مخترق من واضعيه ، ونظامه لايتعدى الحبر على الورق ، ولاينفذ الا على الفقير لو اخطئ وتنفس الهواء بقوة وبكلتا رئتيه !
اصبحنا نخشى من ضياع املنا في الغد ، لقد انهارت المؤسسات التربوية انهياراً لايمكن السكوت عليه ، فنسبة الرسوب بلغت الثمانون بالمائة ، وهذا مؤشر خطير جداً ، ومن ناحية اخرى المؤسسات الطبية اصبحت دوراً لمنح شهادات الوفاة لمن يصلها معلول ! لا دواء ولا علاج ولا ادنى مستوى من الرعاية الصحية ، أي مفصل نتحدث عنه بعد هذا الحديث ؟.
فلنعود الى الرصافي ويأسه الذي دب باوصالنا ، فكيف له رؤية احداث مستقبلية عمرها مائة عام ؟ قصيدته الشماء كانها حديث اليوم ، قال فيها ما يحصل بكل دقة و بوصف رشيد .
تهديد ؛
نعم أنا اهددكم وبكل وضوح ، اهددكم بدماء شهداء العراق من اول يوم لسقوط الطاغية الى الان ، اهددكم بدموع اليتامى وعبراتهم ، اهددكم بعويل الثكالى وكسران خواطرهن ، اهددكم بدموع الرجال الساخنة التي احرقت لهم افئدتهم بفقدانهم ابنائهم ، اهددكم بافتراش الشباب ارصفة الشوارع للبحث عن لقمة العيش ، اهددكم بصبر المرجعية و وسع بالها والصبر عليكم ، اهددكم بالله رب العالمين المنتقم الجبار ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
توسل ؛
اتوسل اليكم أيها الشرفاء من الساسة ، أن تضربوا بيد من حديد كل مفسد وظالم ، اقطعوا الطريق على من يريد العبث بمقدارت البلاد ، و وعد ان الشعب لن ينسى لكم هذا الصنيع ، اتوسلكم أن تجعلوني مخطئ في تقديري بضخامة الدمار في العراق ، وان العراق ما زال بخير ، وبين ايدي امينة حريصة كل الحرص على وحدته وامنه ومستقبله ، ودعائي لكم بالتوفيق .
https://telegram.me/buratha