لم يعد ألبلد صالحا للعيش
خالد القيسي
تحمل الانسان العراقي من كرب الدنيا فوق طاقته ،وعب من الشر حقول ونوائب مساحات ظلمة قاطعا مسافات طويلة ، وبعد مسيرة عقد ونصف من الزمن لا زلنا خارج دائرة التغيير ،ولا يعتقد ألبعض كنا في جنة ، وألآن وصلنا الى حالة التردي ، خرجنا من أتون الحروب ، والقتل وتكميم الافواه ،وأحداث طاغية كثيرة كان لها الاكبر في بداية الانهيار بنتائج نحياها الآن بكل مفاصلها.
ثقافة جديدة خطت أناملها ألفساد ، وغطت على الفئات المستفيدة ،وحمتها من ألمسألة ، وزادت أيامنا عسرا وأن نستمر بالعذاب ، حتى لم يعد ألبلد صالحا للعيش ،هوائه ملوث ، ومياهه غير صالح للشرب بعد اختلاطها بمياه المجاري ، ونهر دجلة المصدر الرئيسي للعطاشى أصبح مكبا لمياه المستشفيات والصرف الصحي .
مدينة بغداد محاصرة بالعشوائيات ، التي تسيء الى جماليتها وتصميمها الاساسي ، شوارعها لا تستطيع السير ألآمن فيها أو عبورها ، لكثرة السيارات وتداخل عربات الحمل والتكتك وما يطلق على الدرجات النارية { الماطورات } ، وأرصفتها تم التجاوز عليها بضمها الى البيوت كحديقة أو كراج سيارة ، أو جعلها أسواق مفتوحة للخضراوات وبسطيات الملابس .
المياه على شحتها يتم التجاوز على الانابيب من خلال الحفر والتوصيل ألكيفي ومصدر لغسل السيارات في الشوارع العامة وصلت الى الازقة والفروع .
محنة الكهرباء المعمرة ، نموذج للخلل الصارخ في عمل الحكومات المنتخبة !! تحيط بنا بأشهر السعير بميزانية متاحة لكل من تعاقب عليها ، من الوزراء والوكلاء والمفتشين ألذين يحاربون ألفساد ! والمدراء العامين نزولا لصغار الموظفين ، تهدر التخصيصات بلا رقيب ولا حسيب .
التعليم الركن ألاساس في بناء جيل يحترم القوانين وتأسيس دولة حديثة معاصرة ، ينحدر وأهمل في انشاء بنايات جديدة ،وهيئة تدريسة ، والتجأ الناس الى التعليم ألأهلي ، كما اهملت الصناعة والزراعة، ليفعل قانون العشائر والانحيازات الفئوية ويبسط مداه على الحياة.
الصحة لا تعزز بالدواء المفقود في كل مفاصلها ولا بالاجهزة الحديثة ولا اصلاح ما تعطل منها مما يضطر المواطن أن يبيع ما لديه ليسافر الى دول ألهند ،ايران ،تركيا ، ألاردن ، واخوة النعيم كبار موظفي الدولة وبرلمانيها ، سياحة وطبابة في أوربا وعلى حساب الحكومة .
تراجع الخدمات التي وعدنا بتحسينها بكثرة المزابل وتموج الشوارع ، اذ نحن الدولة الوحيدة في العالم تسمح لسيارات الحمولة بقاطرة ومقطورة بمئات الاطنان أن تدمير الشوارع بحمولتها العالية جدا.
لم نعقل سوى الحرية بهذا الثمن الباهض وملاذ شارع المتنبي..شارع الثقافة والفنون والتلاقح المعرفي ، بجمال فعالياته وحقوله المتعددة ، وان غزته قوة غاشمة معممة ، تحمل افكار بالية وعقلية متخلفة طارئة ، توجسنا منها الخيفة لاختراق هذا الظلال ألآمن، وتعطيل القيم الجمالية من شعر وخطابة وفن وغناء ، رفضها الكثير من جيل تسكنه المواقف المشرقة، لا ينظر الى الوراء، تعاظم صوته بهزيمة من لا حضور لهم في سلم الحياة.
https://telegram.me/buratha