المقالات

من سينتج العنصر الخامس؟!

1722 2018-09-30

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يكتنف مشهدنا السياسي الراهن، الذي شكلته ظروف ما بعد التغيير النيساني الكبير، عام 2003، على تنويعة ليست متجانسة من المنخرطين بالحقل السياسي، سواء كانوا من ساسة الصفوف الأول، أي الذين يطلق عليهم تسمية القادة السياسيين، أو من ساسة الصفوف التي تليهم، من أنصاف السياسيين وبقية الذيل السياسي، من الأتباع والمريدين وسائر عناصر الصورة، بضمنهم الإعلاميين المتحزبين.

في محاولة للتوصل الى تصنيف مقبول، فإن بعض الساسة؛ شأنهم شأن آلة قد تم تزييت أجزائها، تراه مرنا سلس الحركة..! بعضهم الآخر على النقيض من ذلك تماما، فهو واقف على مواقفه لا يتزحزح عنها؛ كأنه تمثال أبي الهول..! النوع الثالث فقد الأتجاه أو الأحساس بالأتجاه، فتراه يتخبط تخبط عشواء..الرابع يتصرف مثل بندول ساعة، يتحرك في حيز محدد سلفا؛ لا يغادر هذا الحيز.

ساسة النوع الأول أي السلسين المرنين؛ قادرون على الحراك بكل الأتجاهات، تحكمهم براغماتية المصالح،  فيما يشكل الذين لا يتزحزحون عن مواقفهم، احجار عثرة في مسيرة العملية السياسية، أما المنتمين الى فصيلة المتخبطين، فإن النتيجة المنطقية لتخبطهم، هي هذه المشكلات التي نعيشها، وسببها هذا التخبط الذي أنتجه حراكهم العشوائي، بالمقابل فإن أشباه بنادل الساعات، تقليديين غير قادرين على مواجه المستجدات، والتوائم مع مخرجاته..

هذه هي عناصر تشكيل مشهدنا السياسي الراهن الأربعة، أو لنقل هذه هي مواصفات الساسة العراقيين الراهنة، وهي جميعا منغمسة بشكل ما؛ في الصراعات السياسية منذ أكثر من 15 عام، وجميعهم يتحملون تظامنيا؛ وكلٌ على قدر مسؤولية، مشكلاتنا بكل تداعياتها وإسقاطاتها.

وكي نخرج من دوامة الصراعات، فإننا بحاجة الى عنصر خامس، مغاير للعناصر الأربعة التي وصفناها بتركيز شديد، ومختلف عنها جميعا بالمقدمات والنتائج، وبالأصول والتفرعات، وبالمتبنيات ووسائل التنفيذ.!

نوع ساسة العنصر الخامس، هم أولئك القادرين على المبادرة والخلق والإبداع، وتحمل أثقال المسؤولية بشجاعة، وعلى أستشراف آفاق المشكلات وإستكناه أسبابها، ومقاربتها بشكل واقعي؛ متوفر على أدوات التفكير المنطقي، في مواجهة المعظلات بغية التوصل الى حلول لها..

يتعين أن يكون ساسة العنصر الخامس، من نوع لم ينغمس في الصراعات السياسية، لكنه ليس بعيد عنها..بمعنى أنه يقرأها ويقرأ نتائجها، وكان قادرا على الدوام، على أن ينأى بنفسه عنها، لأنه يعرف أن معظم أدوات الصراع السياسي الراهن، أدوات قذرة تلوثه وتلوث تاريخه!

كلام قبل السلام: يبدو لي أن محور الجهاد والمقاوة، والمنهج الذي يسير عليه، والخط السياسي الذي يقوده، هو الذي سيرسم ملامح العنصر الخامس وينتجه...!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك