مصطفى كريم
عام دراسي أخر يطرق الإبواب ، مصاحبٍ فصل الشتاء والملابس الثقيلة الدافئة ، تتفتح الأزهار في حدائق المدرسة بعد أشهر من استراحة التلاميذ وتنتهي متعة العطلة الصيفية في الحدائق العامة ،
ككل الأعوام التي خلت يبدأ التلاميذ بالاسراع بشراء المستلزمات الدارسية كشراء الملابس ( الزي الموحد ) والقرطاسية والحقائب ، ويبلغ التلاميذ والطلبة منتهى لذتهم حتى اتمام شراء مستلزمات الدراسة ، ما أن جلسوا في بناية ذات سياج عالي واستاذ يحمل الة الأجرام أصابتهم هستريا الهروب من تلك المدرسة القبيحة فمتى ينتهي الأسبوع وتأتي عطلة ( الجمعة والسبت ) ليرتاحوا من الحرب قليلا ! على ما يبدوا الحال هكذا فعلا ! ونصيب الدراسة اليوم هو أن تهرب قدر المستطاع او تحفظ المنهج بعيدا عن ممارسة التربية ، فما على التلاميذ والطلاب سوى ان يحفظوا المكتوب ويكتبوه على الورق بناء على ذلك تعطى لهم الشهادات ، طمعا منهم بأن يتوظفوا في أحدى دوائر الدولة ، بلا معارف ولا علوم ولا خبرة في مجال الاختصاص .
هذا واقع الحال بأس جدا يتلف عقول التلاميذ والطلاب ويرتدوا على اجسامهم برداء الاستماع والأنصات دون تقبل للمعلومات في أحد السجون القاسية ليكون كل همهم عند بداية كل فصل دارسي متى تبدأ الأمتحانات ومتى تنتهي ! هذا من جانب محور التعليم المستقبل ،
اما من ناحية تسهيل عملية التعليم فالواجب يصاحب وزارة التربية والتعليم ، ففي بداية العام يأخذ الوقت منها شيئا من التعب للتحضير بأستقبال التلاميذ والطلاب وتجهيز ما عرفناه منذ زمن بعيد ، من قبيل تجهيز مقاعد الدراسة الجيدة وطبع الكتب اللازمة لكل فصل دراسي ،
والأهتمام بنظافة الصحيات والعمل على تحديق الساحات ليشعر التلاميذ بأنهم بفسحة علم لا مكان يقيدهم ويسجنهم لخمس او ستة أشهر حتى ينتهي العام الدراسي .
ما ذكر هو المتعارف عليه ولا نتمنى كثيرا كأن نحلم بوجود مدارس كثير تسع التلاميذ لا تجعلهم يتربعون على الأرضيات لكثرة العدد في الصفوف !
ربما هذا الوقت قد رحل أيضا وأصبح يعاني ما يعانيه التلاميذ من داء التهديم والتحطيم للأمال التي تسعى لبناء الأجيال ، بتصور أخر فالأمية اليوم ضعف ما كان في السنوات التي خلت قبل حكم النظام البائد ، و كذلك العلم والتعليم في العراق آنذاك في مقدمة البلدان العربية واليوم في اخرها !
حتى لا نتشعب والسلبيات من جانب الوزارة لا وقت يحصيها ولا مفردات تحجمها هي كثيرة وكثيرة للغاية .
من جانب أخر نرى ان ذوي التلاميذ يفرحون كثيراً ببدأ العام الدراسي الجديد ليحصل ابنائهم على تربية قبل التعليم فالمدارسة مقدسة كالجوامع والكنائس خلقت لتبني جيلٍ يعي ويدرك ويؤمن ويواكب التطور ، ويحافظ على تاريخ البلدان .
فما ظن الأباء ان ينتهي أجتماع مجلس الأباء دون مقررات رصينة تحافظ على شخصية ابنائهم ، وهم بكتاب ممزق ودفتر يحتوي على الكلمات الغير مفهومة فالسبورة طباشيرها الملون غير واضح لمن يجلس في اخر المقاعد ! .
بدا الفصل الدراسي ويبدأ أخر ولا زالت الحكومة تقصر ما سمح لها القانون في أهم الجوانب والمحاور العملية التعليمية فالجانب الأول والأخير الذي لابد من الحديث عليه والتطرق لما يعانيه هو المحور المعلم والأستاذ ، حين البحث عن معاناة الكوادر نجد انهم بلا قانون يجيز عدم حماية الكوادر التدريسية مع علم الجميع أنه من العناصر الأساسية في أستقامة عملية التربية والتعليم ، اي دولة لا تعنى بالمعلم والمدرس ولا تعطية حقوقٍ من شأنها أن تحصنهم من أخذ الرشوة أو العمل بعد أنتهاء ساعات الدوام في ( فرن صمون ) ! أو تجدهم سائقي للسيارت التكسي ! ناهيك عن تواضعهم في اتعاب انفسهم في الصف الا في البيت عند الدروس الخصوصية فهم يتمزقون ويرهقون انفسهم لأجل ان يتعلم الطلاب ! .
نعم لازالت الدولة مقصرة في رفع المستوى المعيشي للاساتذة ولا مبالاة عجيبة في سن قانون يحميهم ولا يجيز لهم العمل في غير مكان بعد ان يستلموا حقوقهم كاملة والأجر يكفيهم !
كما تدعم الدولة القاضي فالتدعم المعلم والاستاذ لانهم كالقضاة اذا ما تمت حقوقهم على أكمل وجه باوعوا الضمائر وظلموا من طلبوا التربية والتعليم . اخيرا والبداية بداية فتح الابواب أمام من يطلبون التربية والتعليم .
امام كل هذا التحديات من السلبيات والجوانب المخزية ، فمتى نخلق جيلٍ يقود البلاد ويرفع أسم وطنه في العلى ليواكب التقدم والتطور الحاصل في كل البلدان .
فالصعوبات التي تواجة العملية التربوية اذا ما تم القضاء عليها فنهاية التعليم و القضاء على مستقبل الأجيال بات وشيكاً
https://telegram.me/buratha